عدن (القرية) العاصمة ..!!

أخطأ البعض الجنوبي عندما تصور أن التفريط في السيادة الوطنية والخضوع والتبعية هي الطرق السليمة للوصول إلى التمثيل الجنوبي وهي الوسائل المثلى للتخلص من القوى الجنوبية المنافسة !!

لو أن هذا البعض الجنوبي وجه المليارات التي ضُخت له من صانعه الإقليمي إلى مشاريع التنمية في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى منذ أن حظي هذا البعض بثقة حكومة الشرعية اليمنية ونال فرصة المحاصصة الأولى معها ولم يوجهها إلى تكديس الأسلحة والتمنطق وشراء الذمم وتعزيز مراكز شخوصه المالية لكان الجنوب في حال افضل بكثير مما هو عليه اليوم !! 

لو أن تلك الاموال وجهت للتنمية ووظفت في سبيل دعم دعوات التقارب الجنوبي ولم تستخدم سلاحا للتحريض الإعلامي في مواجهة القوى الجنوبية المنافسة لكان الجنوب اليوم يخطو خطواته الأولى على الطريق الصحيح نحو تحقيق اهداف ثورته وماكان انزلق إلى ماهو عليه اليوم من تشرذم وتناحر وفُرقة تحيق بالقضية واهدافها ..

لو أن البعض الجنوبي المندفع نحو هدف التمثل الجنوبي قد استفاد من دروس التاريخ وايقن أن هزيمة الجنوبيين تكمن في تشرذمهم لكان تخلى عن معركة التمثيل ولكان تخلى ايضا عن شرعية (ج ي د ش) بنسختها (الينايرية) ولكان قبل بالمؤتمر الوطني الجنوبي الجامع !!

اليوم عدن تُذبح من الوريد إلى الوريد وتعود إلى ما دون القرية في نظامها وتركيبتها السكانية والعمرانية وحياة أهلها المعيشية بسبب إصرار هذا البعض على تكرار اخطاء امتداده (الينايري) عندما أطال الصمت أمام جريمة ضرب اللواء الثالث مدرع في عمران ولواء الشهيد باصهيب في ذمار وعاد بعدها إلى عدن في 94م ليعلن القتال منها ويجعلها ساحة للقتل والتدمير  بكتيبه من الأمن المركزي واخرى من حراسة نائب الرئيس اليمني السابق !!!!!

عدن والجنوب ضحية للعقليات الساعية إلى الحكم بأي شكل وبأي ثمن وستستمر ضحية ولن تخرج من نفق صراعات السلطة المظلم  إلا من خلال قبول الجنوبيين ببعضهم والخضوع والتسليم لمؤتمر جنوبي جامع يرجىء الأهداف المتصارعة إلى ما بعد تحقيق هدف التعايش بين أبناء الجنوب ويقبل بمبدأ الشراكة الوطنية وتدوير المسؤولية اليوم وليس غدا !!

مقالات الكاتب