خطوات خارج قفص التجهيل الخطوة (19)

طالما استمرت عادة ممارسة التجهيل في مواجهة العقل الجنوبي تستهوي البعض ، ستستمر جهودنا التنويرية الداعية للخروج من قفص التجهيل .

(1)
  لكي تعرف أن خطاب السخرية من العقل الجنوبي مازال مستمرا ليس مطلوب منك سوى متابعة تصريحات رئيس حزب رابطة الجنوب العربي والناطق الرسمي لمكون الإنتقالي وبقية الموظفين زملاءه ومعهم منظريهم والعمال المساعدين لهم بشأن الأيادي الممدودة للحوار الجنوبي !!!!

(2)
   ولمن لايتذكر فإن أيادي مكون الانتقالي في إحدى حلقاتها الساخرة كانت قد مُدت عندما كان الشيخ صالح بن فريد عضوا في قيادة هذا المكون قبل أن يغادره انتصارا لقضية شعب الجنوب ورفضا للتبعية والانبطاح ، وقد أجرى العديد من المشاورات مع قوى الجنوب ولكنه عند طرحه للنتائج أمام رفاقه حينها رُفضت تلك النتائج واشترط الشموليون الجدد ضرورة ممارسة البابوية على الحوار وهذا مارفضته بقية القوى .

(3) 
 تصب المشاريع السياسية عادة في خدمة المشروع الوطني وليس العكس وبالتالي فأي حديث عن توظيف وربط القضايا الوطنية بالمكونات أو الاحزاب السياسية هو مخالفة صريحة لهذه القاعدة وهذا المبدأ .

(4) 
 يقع بعض الساسة احيانا فريسة لشِراك التزاماتهم وتعهداتهم السياسية فينطلقون في تنظيراتهم واطروحاتهم من ضرورة ربط القضايا الوطنية بمكوناتهم واحزابهم فيقعون في محضور الدعوات بضرورة إصلاح تلك المكونات السياسية كشرط أساسي ووحيد لانتصار القضايا الوطنية!
 
(5)
 يستطيع السياسي أن يتجنب خطيئة توظيف قضايا الوطن لخدمة توجهاته السياسية متى ماتذكر أن الوطن أوسع من المكونات السياسية ومتى ماتخلى عن الفكر (الميكيافيلي) في توظيف الفعل السياسي للوصول فقط إلى محطة الحكم وامتلاك ادوات السلطة والسيطرة على مقوماتها.

(6)
العمل الوطني يتطلب السير بخطوات تصاعدية منتظمة ولايقبل القفز على الأولويات ، ولكي نصل إلى فعلا وطنيا ناجحا فيجب تناول القضايا التي أدت إلى وصول الوضع الجنوبي إلى ماهو عليه اليوم والبدء بالعمل على إيجاد حلولا لتلك القضايا بعيدا عن التفكير بالمكاسب السياسية.

(7)
 عندما يكون الفعل مبنيا على توظيف معاناة الناس واستخدام متطلبات حياتهم وتوظيف تحركاتهم السلمية كسلاح لتحقيق اهداف معركة ما ، فأعلم أن تلك المعركة تفتقد إلى الأهداف الوطنية وستجد حينها أن خطاب منظري تلك المعركة يبالغ في استحضار الوطن والوطنية لمحاولة تعويض غياب الوطن في تلك المعركة.
 
(8)
 سيبقى هدف استعادة الجنوب مجرد وسيلة طالما أصر البعض على ربط ذلك الهدف الوطني وتوظيفة لخدمة توجهات مكوناتهم السياسية وتطلعاتهم المناطقية في الحكم وطالما بقي الخطاب لايتجاوز حقيقة كونه دعاية لتلك المكونات . 

(9)
 عندما يقوم الخطاب السياسي على أساس تصفية حسابات قديمة فإن الوطن وقضاياه هما اكبر الخاسرين وهذا مايعانيه الجنوب وقضيته اليوم وهي المعاناة التي لن تنتهي إلا بنزول اولئك المنظرون من صياصيهم لمعانقة شعاع شمس الحاضر والتطهر من رجز صراعات الماضي .

(10)
خروج مكون طارق عفاش من باطن الأرض إلى سطحها في هذا التوقيت فرضته حاجة المبادرة السعودية الجديدة القديمة والمُهداة إلى جماعة الحوثي إلى (محلل) وهو يشكل رتلا آخرا ينظم إلى بقية الأرتال التي صنعتها دول التحالف والتي تتهيأ من خلالها للعودة بالاوضاع إلى ماقبل ثورة 11فبراير2011م.

              عبدالكريم سالم السعدي 
                  25 مارس 2021م

مقالات الكاتب