اليمن البسيط

إن  رجال المنابر الذين يقفون يكفرون يحللون ويحرمون ويحشون أدمغة الناس بأفكارهم التي ابتدعوها بغية إرضاء مموليهم وأمراءهم  ورجال السياسية الذين اقحموا اليمن في حرب لا طاقة له بها بعثرت أهله واستنزفت صبرهم وأنهكتهم  والمرتزقة الذين يقتاتون على وجع هذا الوطن يبيعونه ويرهنونه عند كل تاجر حرب .

لا يخيفهم دمار وطن ولا جوع شعوب ولا الموت الذي يحوم حول هذه البلاد كل مساء ونهار،  ولا يخيفهم  احتلال  ولا سرقة حقول نفط أو أراض  او جزر أو موانئ او منع الصياين من الاصطياد في بحارنا بحجج واهية.

لايثير غضبهم حتى  أن تخرج النساء إلى الشارع تفترشن الأرصفة بسبب الحاجة  فتمتد اليهم الأيادي بالسوء  .

لاتثيرهم دموع الأمهات الباكيات لموت فلذات أكبادهن ولا عيون الأطفال وهي تودع أبائها ، هم لايهتمون حتى لأولئك في الخيام تحت حر الشمس ومطر الشتاء والصقيع الذي يجمد أحشائهم ، فكل ذلك غير مهم من وجهة نظرهم أو نظر مموليهم وأمراء هم . 

لكن برنامج كالذي تقدمه (مايا العبسي) يثيرهم ويخرجهم عن صمتهم فيمتشقون سيوف كلماتهم  ويبدأون في سرد المفردات والدلائل والحجج والنواهي والسور التي يوظفونه حسب أهوائهم وهي من أهوائهم براء . ويظنون أن الجميع سيقول آمين لكل رغباتهم ورغبات من يقف خلفهم بحجة الدين . 

وفي الحقيقة أن خوفهم لا يأتي من أن مايا تسافر وحدها دون محرم حسب زعمهم ولا أنها بوصفهم دجاجة ومرافقيها ثعالب ،ولا كونها سافرة كما يلمحون ويصرحون ،   الحقيقة تثبت أن مايخيفهم ذلك اليمن البسيط الذي أظهرته( مايا العبسي) في برنامجها . 

فبساطة أسلوبها وبساطة ضيوفها من الرجال والنساء الشباب وكبار السن والأطفال، وبساطة  المحتوى الذي دخل كل بيت دون استئذان واستوطن القلوب البسيطة والعميقة .

   مايخيفهم هو أن هذه البساطة وعبر قناة السعيدة أوصلت إلى العالم أن اليمن بسيط بأهله بسيط بحياته بسيط في أحلامة وأخلاقه وتعامله ومحبته وترحيبه وتفاعله وبسيط في بساطته حتى . 

أخافتهم مايا لأنها وعبر برنامجها أوضحت للمتابعين أن الشعب في اليمن لايمثله أولئك الصارخون على المنابر ولا أولئك القتلة في الجباهات ولا أمراء الحرب المختبئون في الكهوف والفنادق وكل بقاع الأرض، ولا حتى المتعجرفين ممن يدعون الثقافة والكبر بالعلم وبغير العلم ولا حملة الدكتوراة أو الماجستير، بل هو شعب يمثل نفسه يحب الحياة يرحب بمن جائه يتعامل بأخلاقه وبساطته لاينظر بعينهم الخبيثة ولايتحدث بألسنتهم الخبيثة فلغته بسيطة كقلبه الذي لايحلم بأكثر من حياة تحفظ له أدميته . 

جل مايخيفهم أن يعرف العالم أن هناك من لايسبح بحمدهم ولايمثلونه ولايرغب بوجودهم حتى . يخيفهم أن يسمع العالم صوت أخر غير صوتهم ولغة غير لغتهم وحقيقة غير التي يدعونها ، وأن يفهم العالم أن اليمن بسيط محب متسامح بريء مما يلصقون به من ذنوبهم وكبائرهم . 

اليمن البسيط هو من يخيفهم .

مقالات الكاتب

ليلة زفافي

قبل عشر سنوات من الآن كنت تلك العروس حديثة التكوين . كنت ككل فتاة أضع رجلي على عتبة حياة جديدة لا أع...

خطأ معلمة

في سنة ثالثة ابتدائي أستاذة ( صبا )  للغة العربية أعطتهم مثال على ( التاء) المفتوحة وكان المثال...