يوميات صائمين، أصوات من شمال الكوكب (١)

رمضان في بلاد الشمال الباردة ذوات النهارات الأطول في ربيع وصيف المعمورة الزرقاء، وبالتالي ساعات الصيام الكثيرة هو اختبار حقيقي لاقتناعك بفكرة الصيام كقرار إيماني وليس كعادة اجتماعية يشجعك عليها كل ما/من هو حولك.

البارحة على سبيل المثال لم أستطع أن اصحو على السحور لأن ساعتي البيولوجية غير معتادة على أي احتمالية من أي نوع تجعلني أغادر سريري قبل السادسة صباحًا، موعد استيقاظ الغالبية العظمى من كادحي العالم المتقدم، بما فيهم السيد والسيدة اللذان خرجا للتو على المعاش، ومع ذلك يصحوان وكأنها لا زالا على رأس عملهما، ويظل في خاطري دائمًا هذا السؤال ما الذي يدفع أحدهم وقد خلا من كل المسئوليات أن يصر على قراءة الجريدة في الخارج، بكامل أناقته في السابعة والنصف كل صباح.

ليس هذا لب الموضوع، المهم أني اليوم صمت ٢٤ ساعة بالتمام والكمال، مرت قاسية على دماغي الذي توقف غالبًا عن العمل عند منتصف اليوم، والشيء الوحيد الذي ظل يجول فيه إلى جانب هلوسات القهوة التي كنت أشم رائحتها في كل مكان هو صوت أمي وهي تلح عليّ لأصحو وأتسحر، وصوت المسحراتي سواء في عدن أم في القاهرة، وهو يصرخ في أذنك مباشرة: "سحورك يا صايم".

يتبع.

مقالات الكاتب

أصبحتُ أمًا!

قلتُ لصديقتي رنا عندما سألتني عن إحساسي بالأمومة بعد أيام عصيبة مرتْ علينا أنا وطفلي، بأنها "إحساس د...

سنة الخروج من فخ المنتصف!

عيد ميلادي، سنة أخرى تركض لا إلى البداية ولا نحو النهاية، عام آخر يخرج من قبضة المنتصف، منتصف الثلاث...