#غازي_مجننهم وذائقة الجمهور !

في أي عمل أوإنتاج محتوى إعلامي هناك أهداف يضعها المنتج قبل البدء في العمل ، سواء التعليم أو التثقيف أو الترفيه الخ من أهداف وسائل الإتصال ، وأهم مايجب أن يركز عليه المنتج مراعاة ذوق الجمهور وأحترام عقلية وثقافة الجمهور المستهدف  ، ولمعرفة مدى نجاح هذا الهدف فيه حاجة تدرس في كليات ومعاهد الإعلام إسمها  " رجع الصدى " أو مدى التأثير .

في السابق كان المشاهد اليمني لا يحظى بمقارنة جيدة كي يفرّق بين الجيد والسيئ ؛ والسبب - من وجهة نظري- أن أغلب ما تقدمه القنوات يدور في الإطار ذاته المقدّم منذ سنوات طويلة ، وغياب المنافس وهيمنة الإعلام الحكومي الموجه ، أما اليوم خاصة مع ظهور شبكات التواصل الإجتماعي "السوشيال ميديا" فالوسائل الإعلامية متاحة للجميع ، خاصة في ظهور شبكات التواصل الإجتماعي ، والتي بدورها "مواقع التواصل" ساهمت بشكل لافت لمعرفة رجع الصدى و قياس مدى التأثير ، وهذا ما يجب أن يعيه القائمون على إنتاج المحتوى ، وخاصة في ظل التنافس المحموم والرهيب بين معظم قنوات العالم على جذب أنتباه المشاهد ، فبمجرد ضغطة زر بثواني محدودة يستطيع المشاهد التنقل بين وسيلة وأخرى وهو يتتبع المحتوى المقدم أمامه ؛ كون الجمهور هو محك التنافس بين الوسائل ، وهو عامل النجاح الرئيس لأي وسيلة إعلامية ، وعامل الربح والخسارة أيضا من حيث العائد المادي من نسب المشاهده ، وعليه : ينبغي إحترام عقلية الجمهور ومراعاة المنظومة القيمية والثقافية والنفسية له وذائقته الفنيه .

هذا ما لم تهتم به إدارة قناة #المهرية فيما يخص برنامج #غازي_مجننهم ، فبدلا من أن تأخذ برأي الجمهور في عمل الأخ غازي السابق في الموسم الرمضاني الماضي، وتعمد إلى تقديم بعض المقترحات والمعالجات الفنية الجوهرية قبل البدء في الإنتاج، وهي من وجهة نظري المتواضعه بسيطه ، وأبرزها : 
إلغاء بعض الفقرات كمشاهدة غازي للضحية عبر الشاشة و بعض المصطلحات والجمل عند التقديم ، والخدع التنكرية الغير موفقه ؛ والتي بدت للجمهور تقليدا هابطا ومتدنيا لما يقدمه الممثل المصري المعروف رامز جلال ، بالإضافة إلى فكرة البرنامج الرئيسة عبر إظهار شريحة المرضى النفسيين بهذا الشكل المرعب والمخيف للجمهور ، وهو ما يتنافى مع الواقع ورسالة المنتج في مقدمة البرنامج !  و أغلبنا عاش وتعايش مع شريحة واسعة من هؤلاء المرضى ، بالرغم أن قرار إيقاف بث البرنامج يحسب للقناة وإن جاء متأخرا ، إلا أن العتب واللوم يقع عليها في الأساس ، وأن تعذرت أنها نزلت عند رغبة الجمهور واحترام ذوقه "حسب بيان القرار" ، بل أجزم أنه حينما شعرت أن حدة الأنتقاد والسخط العارم  زادا وتعدى الأمر إلى إنتقاد القناة وإدارتها ؛ اتخذت قرار الوقف ، وتركت مقدم البرنامج ومعده عرضه لهذا السخط والنقد الذي وصل حد التجريح ! 

وللأخ غازي من حقك أن تقتبس من أفكار آخرين ، لكن قدمها بشكل محترم وراعي جمهورك المستهدف ، فإن عامل نجاح أي محتوى هو رضاء المشاهد ولو بالحد الأدنى ، وفرق قبل أن تنتج أي محتوى نوعية الوسيلة التي ستبث المحتوى ، فالقناة الفضائيه ليست كالقناة على اليوتيوب ، وان وجدت بعض عوامل التشابهه إلى حدا ما ، ونتمنى لك التوفيق والنجاح في أعمال أخرى ، والإستفادة من هذه الواقعة .

إبراهيم المجذوب

مقالات الكاتب