الدراما اليمنية بين أزمة النصوص وتهميش أصحاب الكفاءة والخبرة !

(كريتر سكاي):خاص

في مقابلة سابقة مع الفنان #فهد_القرني عبر قناة يمنية حول الدراما و المعوقات التي تواجهه منتجيها ،  لا زلت أتذكر جيدا أنه قال في مضمون كلامه :  أن أبرز عقبة تواجهنا كمنتجي دراما عدم وجود نصوص مكتوبة كتابة فنية وجاهزة للإنتاج صحيح أن لدينا قصص وروايات لكن لايوجد لدينا نصوص مكتوبة كتابة فنية .

العجيب أن القرني نفسه وفريقة ومنافسيه يعون هذه الأزمة ، وتجدهم مستمرين بإنتاج أعمال ركيكة ومتدنية محتوى واداء ، ويجاملون منتجي هذه الاعمال ومموليها ، وكمثال لهذا الموضوع مسلسل #ليالي_الجحملية والأعجب في الأمر : أنهم كاتبين في تتر المقدمة قصة د.وسيم القرشي - دكتور صيدلاني ورئيس أدارة القناة نفسها ! 

مع علمهم وعلم الجميع أن لدينا مؤلفات لكتاب وروائيين يمنيين ، مثل أدب الراحل محمد عبد الولي وعلي أحمد باكثير والزبيري والمقالح والفرح والعزي السنيدار ، وعدد من الأعمال الروائية المختلفة قديمها والحديث، كدماج والأهدل ومحمود ياسين وبشرى المقطري وفكرية شحرة والصراف وعلوي حسين عبيد والغفوري و العديد العديد من الروايات المختلفة لروائيين شباب ومبدعين كثر ،  والتي لايتسع المجال لذكرها ، و التي يمكن تحويلها إلى أعمال بصرية أكثر تأثيرا في عملية الوعي المجتمعي الذي يعاني كثيرا من الهموم والمشكلات ، ومن شأنها الإسهام في المعرفة والتثقيف وايضا الترفيه ، وبإمكان أي مهتم بأنتاج أي عمل درامي أو سينمائي محترم، تكليف كتاب سيناريو محترفين ، نعم محترفين يقومون بعمل سيناريوهات محكمة ومنضبطة لمسار القصة وعقدها وحبكاتها وبدايتها ونهايتها ، وضبط محكم  للشخصيات بدون حشو وإسهاب وتدني مستوى ،  وتحويل هذا الكم الجيد من الاعمال الادبية إلى نصوص مرئية وبصرية ، بدلا من إحتكار التأليف على أشخاص لا رصيد لهم في المجال الأدبي ولا الفني، ودائما ما يكررون نفس القصص والسيناريوهات الركيكة ، والشخصيات الكرتونية الهزلية والتي تظهر الإنسان اليمني بشكل هزلي ، قروي ساذج صاحب عاهات مستدامة ؛ سعيا منهم بذلك إضحاك المشاهد وتسليته ، وهي بقصد أو بدون تخلق صورة نمطية سيئه مبتذلة وهزلية رخيصة عن الإنسان اليمني، وعن الموروث الثقافي والتاريخي للبلاد ، غير مدركين أن الحياة تتطور وتتقدم ، وبإمكان المشاهد العادي إكتشاف تهريجهم وسذاجتهم ، بل وتتحول أعمالهم تلك الهابطة والمتندنية إلى أضحوكة من قبل المشاهدين ومحل إزدراء وسخط ، وهذا مالمسناه مؤخرا في المواسم الأخيرة والحالية بالطبع .

وفي المناسبة لا بد من الإشارة الى المخرج الرائع وصاحب الخبرة الطويلة الأستاذ : سمير العفيف والذي أمتعنا بأكثر من عمل درامي وسينمائي وبعض أعماله الخالدة بذاكرة الدراما اليمنية مسلسل #شيء_إسمه_الحنين والمقتبس من روائع الأديب والروائي اليمني الشهير محمد عبدالولي ، والذي إنتج - أي المسلسل- من تسع عشرة حلقة - على ما أذكر - وتم إنتاجه مطلع الألفين ، وموقع تصويرة في الحبيبة عدن ومشاهد منه في منطقة وادي ظهر وثلا تقريبا ، وشارك فيه نخبة من الفنانين اليمنين أصحاب الخبرة والكفاءة من الجنوب والشمال ، وحصد على جوائز أبرزها جائزة من مهرجان القاهرة ونال عدة تكريمات ونافس على المستوى العربي .

مقالات الكاتب