لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الدكتور حسن السلامي الذي وافته المنية بعد ظهر هذا اليوم في مستشفى السلطان قابوس في صلالة بسلطنة عمان..
ورحل عنا الفقيد بعد تاريخ حافل بالإنجازات الكبيرة والعظيمة في مجال التربية والثقافة والعلوم.. فقد كان رئيساً للجنة التربية والتعليم التي أشرفت على تغيير وإعداد المناهج التربوية لكافة المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية والتي تحولت لاحقاً الى مرحلتين هما المدرسة الموحدة والثانوية، وجرى تحديث وتطوير المناهج وإدخال التعليم المهني والفني بما يلبي احتياجات عملية التنمية والتطور في البلاد..
وأتذكر أننا عقدنا لأول مرة مؤتمر التربية الأول في ١٠ سبتمبر ١٩٧٥م والذي أُقرت فيه هذه المناهج ويصادف يوم تأسيس جامعة عدن برئاسة الدكتور محمد جعفر زين، والذي اعتبرناه يوم العلم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية... وكان الى جانب الفقيد الكبير مجموعة من التربويين وفي مقدمتهم الدكتور سعيد النوبان وسالم باسلم وصالح محسن الحاج وعبد الجليل غيلان وعبد الجبار سعد وغيرهم العديد من التربويين..
وتقلد الفقيد بعد ذلك منصب وزير التربية والتعليم وعُرف عنه حبه للمثقفين والمفكرين والفنانين ودعمه لهم.. ويُشهد له في الاوساط التربوية والثقافية والسياسية بأنه كان رجلاً مهذباً ومؤدباً ومتواضعاً يحظى باحترام وتقدير وحب الجميع.. وهو ينحدر من أسرة آل السلامي المشهورة في لحج والذين كان لهم مساهمتهم في الثورة والدولة وكان من أبرزهم المناضل الكبير علي أحمد السلامي الذي ارتبط اسمه بحركة القوميين العرب وكان أحد القادة البارزين في الثورة المسلحة في الجنوب. كما كان أخاه فضل أحمد السلامي أول مدير لمكتب رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس قحطان الشعبي..
وبوفاته خسرتُ صديقاً أعتز به وبعلاقاتي الشخصية والتاريخية معه ومع أسرة آل السلامي، وكنا نتواصل معه باستمرار وكان يشارك معنا في جميع دعواتنا لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن..
خسر الوطن بوفاته أحد أبنائه المخلصين الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم والتعليم وساهم بدور كبير في النهضة التعليمية التي شهدتها اليمن الديمقراطية مع كافة التربويين والتربويات في بلادنا..
تعازينا الحارة أسرته وأسرة آل سلام في الداخل والخارج والى جميع محبيه وذويه..