وسائل التواصل الإجتماعي وتطور المجتمع!

الله يعطينا ويعطيكم الصحة والعافية ويبارك لنا ولكم بأولادنا وصحتنا وطالما نحن بشهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والخيرات فأرجوا أن نستفيد من هذا الشهر الكريم الفضيل وخاصة بأن الجميع بأيامه المباركة يقرأ القرآن والذي أغلبنا لا يمر عليه حتى مرور الكرام بقية شهور السنة والذي يتوجب علينا عند قراءته معرفة معانية لأن به كل الحلول لمعالجة مشاكلنا اليومية إن تمعنا بآياته جيداً 

ولكننا للأسف نقول أتممنا الختمة مرة أو مرتين ومنهم أكثر من ذلك خلال شهر الرحمة والقرآن دون أن نأخذ منه العبرة والموعظة والتعلم من كلماته التي أنزلها الله تعالى في محكم تنزيله وهي العلاج الشافي والوافي لكل مسائل الدنيا ولكن دون تعصب وتشدد لكي نستطيع أن نكسب ثقة واحترام الناس من حولنا والعالم الذي يواجهنا بقوة كلمته وعلمه وتوحده وتطوره نحن نقف أمامه لاحول لنا ولاقوة إلا بالله ونستهلك منتوجاتهم ونقلد أفعالهم وللأسف الأفعال السيئة منها وليس الطيبة حتى نقول أننا متطورين ومثقفين ونواكب العصر فصدقت مقولة "يا أمَّةً ضحِكتْ من جهلها الأممُ"

وما نراه اليوم من تكنولوجيا متقدمة كسرت حاجز المسافات والوقت وقربت البعيد وأنهت ساتر السرية بالمعلومات وأدت إلى أن يكون العالم اليوم كتاب مفتوح يقلب أوراقة كل من يريد الحصول على المعلومة وبما أنه عالم فيحتوي على المعلومات الصحيحة والخاطئة وهذا أمر طبيعي ولكن الأمر غير الطبيعي الذي ظهر لنا بهذا العالم والذي تتميز به هذه الأيام وسائل التواصل الإجتماعي وتبعث سمومها بواسطته هو التزييف بالمعلومات بشكل متعمد ليس لشيء ولكن لأن هذا الطرف أو ذاك فقد مصالحه من هنا أو هناك ليتحول إلى رأس سهم مسموم ليس لمعالجة الخطأ الذي يراه بمنظوره هو إنه خطأ ولكن لزرع الخطأ في عقول من يحترموه ويتابعوه رغم علمه ومعرفته بأن معلوماته غير صحيحة ولأنه يعلم ويفهم عقول من يرسل لهم رسائله رغم تنوع ثقافاتهم ووعيهم وفهمهم وإدراكهم لكل ما يحاك لهذا المجتمع الذي يتمنى أن تستمر الحياة به بسلام وأمان ودون أمراض ولا يوجد به جياع ولأن السهم المسموم يعيش برغد في أعلى برج عاجي هو وأسرته فيسعى لتدمير المجتمع ويتمنى أن يراه غير مستقر 

وهنا على كل المنتميين لهذا المجتمع الإبتعاد عن الأسهم المسمومة وكذلك عن كل من قفل عقله وأغلق قلبه لأنهم لا يبحثون سوى عن تدمير مجتمعنا وإن كانوا بالفعل يبحثون عن الخير فاليتركوا أماكن سكناهم بالأبراج العاجية ويعيشون مع أبناء المجتمع ظروفهم الصعبة التي يتجرعون آلامها يومياً من إنعدام كلي للخدمات وارتفاع الأسعار و..... العديد من الآلام والأوجاع التي يعيشها المجتمع بشكل يومي 
وهم يتنفسون الهواء النقي النظيف وكل إحتياجاتهم متوفرة من أفضل الأنواع والماركات وعبر مواقع التواصل الإجتماعي يرمون الإشاعات يميناً ويساراً ويحرضون الشعب لتدمير مجتمعه وهذا الإستخدام السيء للتكنولوجيا من قبل مجتمعاتنا العربية هي التي جعلت عقولنا تتوقف عن التفكير وأصبحنا نعود للخلف بخطوات متسارعة 

فهل سيأتي جيل متعلم وفاهم حتى لو كان يعيش في أعلى برج عاجي ولكنه مُحب لمجتمعه ومساعد بتنميته من خبراته التي إكتسبها بحياته العملية كلنا أمل بالمولى عزّ وجل ليظهر جيل يستخدم وسائل التواصل الإجتماعي بالطريقة الصحيحة لتكون هي نقطة الإنطلاق للأمام والتوجه لبوابة البناء والتنمية والتقدم والإزدهار والإستقرار... كلنا شوق لنعيش هذه اللحظة.

مقالات الكاتب

الدولة.. والمتحدث الرسمي

تعودنا منذ عقود على متابعة نشرة الساعة التاسعة مساء قبل دخول القنوات الفضائية وكذلك أخبار الرابعة عص...