الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. رحيل ملك الخبر الصحفي الكبير محمد عبدالله مخشف

وسط أنباء الموت والكوارث المتتالية من وعلى وطننا الجريح اليمن، فُجعنا والوسط الإعلامي برحيل القامة الإعلامية الكبيرة، ملك الخبر، الصحفي المخضرم محمد عبد الله مخشف، رحمه الله.
أحزنني موته، وظهرت أمامي صورته في آخر مرة رأيته فيها، عندما حضر حفل الغذاء الذي أقمته في منزلي بالقاهرة لرئيس مجلس الوزراء حينها خالد محفوظ بحاح، وكان تصادف وجوده في القاهرة مع عدد من اليمنيين، ولم تسمح لنا الظروف أن نلتقي بعد ذلك رغم تردده في السنوات الأخيرة على مصر، لكن حين يكون فيها أكون خارجها أو العكس. لكن المخشف لا يمكن أن يبارح ذاكرة كل من عرفه حتى ولو لمرة واحدة، فهو من النوع الانساني الذي يدخل القلب بسرعة، وتتوفر فيه كل الصفات الانسانية النبيلة بشهادة كل الناس الذين عرفوه عن قرب، ومحبة الناس وإجماعهم ليس بالأمر السهل ..
أما على الصعيد العام والإعلامي منه على وجه الخصوص، فقد ارتبط اسم المخشف لعقود طويلة بالخبر، يتابعه عن كثب بحثاً عن الحقيقة وخدمة للقارئ..
من أول عمله في الصحافة العدنية (فتاة الجزيرة والأيام) قبل الاستقلال، الى عمله في وكالة أنباء عدن بعد الاستقلال أول تأسيسها مع الشهيد محمد ناصر محمد، الى عمله لسنوات مديراً لقسم الأخبار لصحيفة 14 اكتوبر شبه الرسمية في عدن، الى تتويج كل ذلك الجهد والتعب والجري وراء الحقيقة مراسلاً لوكالة رويترز العالمية لأربعين عاماً تقريباً حتى وفاته.
ولعله من خلال الخبر الذي تُوّج ملكاً له عن جدارة واستحقاق، استطاع المخشف ان يستوعب التحولات التي مر بها اليمن خلال عقود من عمله في الصحافة، وهو أمر في ظروف اليمن التي تتحرك فيها الأحداث سريعاً لا يستوعبها الناس بالسرعة الواجبة. وكانت تلك قضية عمره التي كرس لها كل عمله وجهده.
في بلد كاليمن، لم يستطع بعد أن يجعل من الصحافة سلطة رابعة كما هي في العديد من بلدان العالم الحر، تصبح مهمة الصحفي صعبة ومحفوفة بالكثير من المخاطر ودفع كثيرون حياتهم او زجوا في السجون والمعتقلات نظير كتاباتهم ومواقفهم.. وكان مع الراحل الكبير عمر الجاوي يدافع عن حرية الكلمة وحرية الصحفيين في الشمال والجنوب دون تمييز.
تملك الكلمة تلك القوة التي لا يستطيع أن يقف في وجهها أحد، ويبقى الخبر النقطة الاولى لكل حدث ورأي وموقف وفكر.. وكثيراً ما غيرت الكلمة، بل هي المنطلق لكل تغيير وكل فعل.
سيفتقدك الخبر أيها العزيز مخشف.. وتفتقدك الكلمة..
خالص تعازيي إلى أنجالك ريام وذي يزن وآزال والى السيدة أرملتكم نهى محمد مرشد ناجي والى كل أسرة المخشف وكل الاعلاميين الذين أحزنهم فراقك.

مقالات الكاتب

175 يوماً من الصمود البطولي

سندخل رفح، بهاتين الكلمتين يصف بنيامين نتنياهو عمليته البربرية العسكرية القادمة ضد مليون ونصف المليو...