نتطلع الى هؤلاء لبناء المستقبل
العزيز الدكتور هزم،اطلعت على مقالكم علي ناصر محمد: المشروع اليمني الكبير، وأشكركم على ما جاء فيه من...
تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المناضل العميد علي محمد السعدي…
واليوم يترجل هذا الفارس وهو من أوائل الذين شاركوا في فعاليات التسامح والتصالح، ومن أوائل الذين أسسوا الحراك الجنوبي من خلال جمعية المتقاعدين العسكريين مع زملائه ناصر النوبة والمعطري وآخرين.
لقد خدم العميد السعدي رحمه الله في كثير من مواقع الجيش حيث كان يشغل منصب أركان لواء عباس، حتى أحداث يونيو ١٩٧٨م، وفي عام ١٩٨٠م تم إعادته الى الداخلية حيث عين مديراً لشرطة جزيرة سقطرى ومدير أمن التواهي حتى حرب ١٩٩٤م التي في نتيجتها سُرح قسرياً مع الالاف من زملائه وظل بلا عمل حتى وفاته. وكان رحمه مثالاً في الإخلاص والتضحية.
ارتبطتُ مع الفقيد بعلاقات طيبة وتاريخية وكذلك بأسرته وأخيه عبد الله محمد السعدي الذي شغل نائب رئيس هيئة الأركان عندما كنتُ وزيراً للدفاع، وهو من قادة الجبهة القومية، رافقني في أول زيارة الى موسكو عام ١٩٧٠م وفي زياراتي اللاحقة الى الاتحاد السوفياتي ودول أخرى.
تعتبر وفاة المناضل الجسور على السعدي خسارة كبيرة للوطن، والحراك الجنوبي وكل الشرفاء الذين يقدمون مصلحة شعبهم ومستعدون للتضحية من أجلها.
استمرت علاقاتي به في عدن وصنعاء والقاهرة وكان من الحاضرين الى اللقاء التشاوري في القاهرة عام ٢٠١١ ولم تنقطع اتصالاتنا حتى وفاته.
لقد عرفته مناضلاً صلباً في وجه البطش والظلم ولديه روح المقاومة، ولذلك فقد تعرض للسجن عدة مرات في عهد النظام السابق لموافقة الرافضة لكل الممارسات التي تلت حرب ١٩٩٤م ومارافقها من تسريح قسري لكوادر الدولة المدنية والعسكرية وتصفية القطاع العام..
ولانه مناضل مناصر للحق والعدل والحرية فقد سمى ابنه الشهيد جياب تيمنا بالقائد الفيتنامي الشهير الجنرال جياب، الذي تعرفت عليه في المجر وهانوي وعدن..
رحم الله الفقيد السعدي الذي كان شجاعا في انتقاد الاخطاء حتى وفاته وكان صاحب رأي وقد أحبه كل من عرفه، يحترمه خصومه قبل اصدقائه، كان صادقاً مع نفسه وكنت أتابع كل مايصدر عنه.
رحم الله الفقيد علي محمد السعدي واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
وإنا لله وإنا إليه راجعون