فلسطين تشتعل..وعمنا "عباس" لازال يهاتف خلف الترباس..!

لا ادري ما الذي ينتظره عمنا "أبومازن" من واشنطن وبقية عواصم الغرب المتعاطفة تاريخيا وبشدة مع الصهاينة والتي ستظل كذلك إلى يوم الدين..!
وماذا قال له"بلنكن" عندما هاتفه غير الجملة المعتادة لمحبي الصهاينة التاريخيين.."من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"...وبالطبع لم يقل له "البلنكن هذا" ان من حق اطفال فلسطين ونسائها وشيوخها وشبابها الحياة والعيش بكرامة "على الاقل" ولا أقول حقهم في الدفاع عن انفسهم رغم أن هذا الحق مكفول منذ بدء الخليقة وبكل دساتير الأرض ودياناتها ؟!

لكني استغرب لماذا لم يسأل عمنا "عباس" ذلك البلنكن الوقح كيف يكون من حق الجاني المحتل لأرض الاخرين أن يدافع عن نفسه..كيف؟كيف يستقيم هذا الامر..ولا يكون من حق المجني عليه والمحتلة أرضه الدفاع عن نفسه؟!كيف يمكن أن يقبل اي عقل هذا الهراء؟

ثم ماذا جنيتوا ياعمي أبومازن هداكم الله.. من "أوسلو" بعد أن اصطدتم السمك فيها برفقة العم سام وبقية مرافقوه ,ومن "مدريد" بعد السباحة بها مع نفس الشلة.. ومن قبلهما "غزة واريحا اولا" وغيرها الكثير والكثير من اللقاءات السرية والغير سرية في البر وفي الجو وفي اليخوت عرض البحر؟
الم تجنوا سوى الأوهام والسراب والحصاد المر اكثر مرارة من مرارة العلقم.. والندم والخسران؟ فلم تتوقف المجازر والانتهاكات والمصادرة لكل شي..بل ازدادت وتيرة كل ذلك إلى حد لايقبله اي عقل, ولايتحمله اي شعب.. فلا لوم على أبناء شعبك الذين "خذلهم الجميع" أن دافعوا عن انفسهم بشتى السبل والوسائل ولاهم يحزنون.
حتى انت نفسك يا ريس..ياعمي عباس لاتمتلك قوة كافية لحمايتك في مبنى المقاطعة في رام الله وانت كبير القوم..وانت تعلم لماذا !

كنت اتمنى ولعلي كنت أحلم وبحسب علمي أن الاحلام لازالت مسموحة.. أن ترد ياعمي عباس وانت تهاتف ذاك البليد "البلنكن" بينما تقبع في مبنى المقاطعة في رام الله خلف الترباس..كنت أتمنى أن ترد على ذلك المتبجح الذي لا يرى اطفال فلسطين "اي اطفالك ياعمي"عباس" انهم اطفال..فهو لايراهم الا إرهابيين صغار..ولايرى أمهاتهم "اي بناتك وشقيقاتك ياعمي"عباس" الا امهات ارهابيين، ولايرى شيوخ فلسطين "اخوتك" الا آباء واجداد لارهابيين..وشباب فلسطين "أبناءك" لايراهم ذلك الكاوبوي الاعمى سوى إرهابيين مستجدين..كما يراهم الصهاينة فرد شكل..كنت أتمنى..وعنيت كنت احلم بأن ترد على ذلك المتعالي العنصري المتغطرس ولو بنصف أو ربع ماكان يرد به الشهيد الرئيس والقائد المؤسس ياسر عرفات على أمثاله من المتبجحين والمرضى العنصريين المتغطرسين..ومنها ماقاله لامثاله يوما.."كيف تسمحون لأنفسكم بأن تطلبوا مني أن اعامل شعبي وكأنهم حيوانات"..رحمه الله ورحم كل الرجال الكبار في فلسطين.

الا ترى ياعمي عباس أن حالكم وصل لوضع"انتحاري"وهذا اقل مايمكن أن يوصف به,  وانتم في انقسامكم تعمهون..!

كم خسرت قضيتكم في
 المحافل..وحتى في القلوب والنفوس بالله عليك؟وهي القضية التي لولا انقسامكم لظلت  "رسميا" كما كانت قضيتنا المركزية، قضية الأمتين العربية والإسلامية،وقضية كل أحرار العالم المؤمنين بحق الشعوب بالحرية والعيش الكريم..الا ترى أن هذا الانقسام المشؤوم قد جعل الصراع ينكمش في تسميته وربما في مضمونه ومعناه وهذا اخطر بكثير..فتحول من صراع عربي صهيوني إلى صراع فلسطيني صهيوني..والان ياعمي"أبومازن" مادمتم مصممين على البقاء في مبنى المقاطعة في رام الله صامتون..خلف الترباس تهاتفون..فإنكم تساعدون على تحويل الصراع وتثبيته "رسميا" إلى صراع غزاوي صهيوني فقط..ويالها من نهاية وياله من حصاد يجنيه شعب فلسطين العظيم ومن خلفه الأمتين العربية والإسلامية بعد كل تلك العقود من التضحيات والاثمان الباهضة التي لاتزال تدفع حتى لحظة كتابتي هذه..فيقتل اناس مدنيين عزل محاصرين اصلا حصار مطبق منذ سنوات طويلة،يقتلونهم بدم بارد وبافضع الصور وبواسطة احدث وسائل القتل واشدها فتكا وفي وسط الشرق الأوسط وفي ارض على مفترق طرق ثلاث قارات مواجهة لعيون أوروبا والعالم المتحضر وفي وضح النهار وفي القرن الواحد والعشرين.!
وانت تعلم ياعمنا عباس أنه لو علقت قطة في أقرب مدينة أوروبية لفلسطين والتي لاتبعد كثيرا بالمناسبة ستقوم الدنيا فيها ولن تقعد حتى يتم تحرريها.. وأطفال شعبك تمزق أجسادهم ألرقيقة البريئة ويحرمون من أبسط الحقوق في النجدة والغوث والاستجابة الإنسانية أمام مرأى العالم وقادته الذين لازلت تامل منهم شيئا وتسعد باتصالاتهم ..وامام القوم في المنطقة الذين لست بحاجة لوصف الحال الذي وصلوا اليه، وماذا يفعلون في هذا الاثناء !

هذه هي قيمة شعبك المحتسب الصامد لذا من تنشغل بمهاتفتهم خلف الترباس ياعمي عباس ..فمع كل اسف لا قيمة لشعبك عندهم من الأساس.

ان تختزل هذه القضية العظيمة إلى مسمى يوحي بنجاح مخطط الانقسام الفلسطيني الذي عمل عليه الصهاينة منذ عقود بتصفية قادة العمل الوطني الفلسطيني وإلقضاء على كل فرص الوحدة بينكم..فهذه مصيبة ياعمي عباس..لكن أن يصل الانقسام إلى انقسام نفسي وانفصام شخصي فيكون بنظركم طفل غزة غير طفل الضفة..وانسان غزة غير أنسان الضفة..فهذه هي الكارثة بشحمها ولحمها..ياعمي عباس.

لا ياعمي" عباس"..لا لا..هذا لايصح..مهما كان الامر..ومهما حدث.
صحيح أننا غاضبون مما حدث"يوما"بينكم في غزة وماكان يجب أن ينطلق ذلك التنافس الاعمى بينكم ابدا ابدا..خصوصا وانكم لا زلتم لستم أصحاب الأرض والمضمار "رسميا" وان كنتم أصحابها تاريخيا دون فصال أو جدال..لكن ماحدث انذاك لايجب ان يعني بالضرورة انكم صرت لاسمح الله أكثر من فلسطين واحدة..لان الوطن اغلى.

صحيح أننا نحلم وبحسب علمي لازالت الاحلام مسموحا بها، ببيت فلسطيني واحد ومرتب يستوعب الجميع ويكون له ربا واحدا..ولكننا قبل كل شي وبعد كل شي نريد شعبا فلسطينيا يبقى مهما حدث..مهما حدث.. شعبا واحد كما كان وكما هو الان وكما سيظل باذن الله..له قضية واحدة وعلى قلب رجل واحد..فأما آن الأوان ياعمي عباس لأنهاء سباقكم هذا إلى الهاوية والذي طال امده ولم يأتي على شعبكم وبلدكم وقضيتكم..وعلينا.. الا بالويل والثبور وعظائم الأمور وكثرة القبور؟؟

عمنا "عباس" ايها الختيار العزيز قم بماعليك وانت كبير القوم لطالما صارعت لتبقى كذلك،قم بمايمليه عليك موقعك تجاه ابنائك مهما رأيت أن بعضهم مخطئون لا يطيعون الكلام..وفوت لان العدو الغاشم الشرس في بلدك لايفوت, ويحرق اي شي يتحرك فيها ويقصفه..اخرج ارجوك من خلف الترباس ياعمنا عباس واتركك من الهاتف الذي لن يذهب بك الا إلى مزيد من متاهات واكاذيب أولئك الفجرة الذين هم اصلا مدعوون لنفس وليمة العدو لنهش لحم شعبك البطل الصامد المقاوم..المقاوم لآعتى امم الارض وأكثرها صلفا ومكابرة وقسوة وثراء وقوة..الست رب البيت ياعمنا عباس فلما الصمت؟؟
قم بماعليك يارجل أو دع الشباب يرون ماسيفلعون في أمرهم ويتفقون على التصرف حيال مايحدث في حاضرهم، ومايريدونه لمستقبلهم الذي بات في خطر وجودي رهيب وغير مسبوق، فبكل صولاتكم وجولاتكم السابقة والتي كان يوردها اليكم القهقري تباعا كنتم تتغلبون دوما على التحديات في نهاية المطاف، لكن الظروف اليوم غير ياابى مازن، ونحن اليوم في زمان صار فيه المرء يفر من اخيه.. ولايحك لك ظهرك غير ظفرك ياعمنا عبااااااس أصلحك الله ، فدع "فتح" تعود لنفسها وتاريخها البطولي الحافل والناصع و دع الشباب يقود فهذا وقتهم..وخذ عصاك وارحل ياعمنا عباس واترك للابد الترباس وستلقى لقرارك هذا الترحيب والاستئناس ودعاء القلوب ومحبة الناس .

* رئيس منظمة أبناء شهداء ومناضلي ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة

مقالات الكاتب

وداعا...فواز

كنا نختلف ونتباين تارة،ونتفق تارة أخرى،ولكننا كنا دائما نتلاقى على دروب الاخوة الصادقة والمحبة والام...