الرئيس علي ناصر محمد يكتب ..الذكرى الثالثة لوفاة مدير صوت العرب أحمد سعيد

اتصل بنا الصديق اللواء سالم حلبوب وطلب منا أن نتحدث عن الذكرى الثالثة لوفاة الفقيد أحمد سعيد مدير إذاعة صوت العرب وبهذه المناسبة كتبنا ما يلي:

يصادف اليوم الذكرى الثالثة لوفاة المذيع الكبير أحمد سعيد مدير اذاعة صوت العرب في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وبدأ مذيعاً فيها ثم مديراً وقدم استقالته منها في عام 1967م لأسباب معروفة.

وقد ارتبط اسمه بالثورات في الجزائر واليمن والصومال والسودان والقضية الفلسطينية والثورات العربية الأخرى. وعندما كنا شباباً كنا نتابع تعليقات أحمد سعيد الذي كان صوته واسمه يملئ الدنيا في فترة المد الناصري وكنا لا ننام حتى نستمع الى آخر تعليقاته. وكان المواطن عندما يأتي الى عدن لشراء المذياع (الراديو) يسأل البائع: هل هذه الراديو فيها صوت العرب؟ يقول له البائع: نعم فيها صوت العرب وأحمد سعيد وهيكل وعبد الناصر. يقول المواطن: أريد أن أسمع صوت العرب وأحمد سعيد الآن. يقول له البائع: هذا ليس وقت البث وتعليقات أحمد سعيد! فيرفض الموطن شراءها وينصرف. والبعض كان يصر على البائع أن يثبت الراديو على صوت العرب قبل شرائها.

وقد تعرفتُ الى الفقيد أحمد سعيد في عام 1965م عندما قام المناضل قحطان الشعبي مع وفد من الجبهة القومية بزيارة صوت العرب ومديرها أحمد سعيد الذي تعرفنا اليه وشاهدناه لأول مرة بعد أن كنا نعرف صوته من الراديو فقط.

ومرت الأيام والسنين، وإذا به يزورني الى منزلي في القاهرة مع عدد من ضباط عملية صلاح الدين في تعز وفي مقدمتهم الفريق رجائي فارس والفقيد مكرم محمد أحمد والعديد من الصحفيين والشخصيات اليمنية في مقدمتهم اللواء سالم حلبوب الذي كتب عن تجربة الثورة، واستمرت صلاته وعلاقاته مع ضباط عملية صلاح الدين ومع مكرم محمد أحمد ومع أحمد سعيد وغيرهم من الشخصيات التي كانت تساند الثورة في الجنوب ويجب ان أعترف أنه كان وفياً للثورة ووفياً لأصدقائه المناضلين المصريين واليمنيين. وبفضل علاقاته الواسعة فقد كنا نلتقي لقاءات منتظمة مع هذه القيادات في المنزل وخارجه.

وبمناسبة مرور خمسين سنة (اليوبيل الذهبي) على استقلال وقيام الدولة في الجنوب نظم صوت العرب ندوة شارك فيها كل من رئيس هيئة الإعلام في مصر الأستاذ مكرم محمد احمد واللواء فتحي ابو طالب أحد قادة عملية صلاح الدين، والأخ المناضل عوض العرشاني الذي كان يذيع أخبار ثورة الجنوب من صوت العرب والفنان محمد محسن عطروش والضابط البريطاني ميلين والذي كان يقود المعارك في ردفان ضد الثوار في عام 1963م. 

وأدارت الندوة مديرة صوت العرب د. لمياء محمود حيث تحدث الجميع عن ذكرياتهم عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة وأشادوا بدور صوت العرب ومديرها أحمد سعيد رحمه الله ودور مصر عبد الناصر واختتم الندوة الفنان عطروش بأغنيته الوطنية المشهورة:

(برع يا استعمار برع من ارض الاحرار برع )

مقالات الكاتب

175 يوماً من الصمود البطولي

سندخل رفح، بهاتين الكلمتين يصف بنيامين نتنياهو عمليته البربرية العسكرية القادمة ضد مليون ونصف المليو...