في ذكرى اختطافي.. لابد للقيد أن ينكسر!

في مثل هذه الليلة 9 يونيو قبل ٦ سنوات، كان مرعباً رؤية أؤلئك المسلحين وهم يقتحمون الشقة التي كنا نتواجد فيها، السلاح بكافة أنواعه، همجية وعنف تحركاتهم وصراخهم داخل المكان أشعرني بأني هالك لا محاله.

أسلحة مختلفة مصوبة تجاهنا وأوامر صارمة بالوقوف وعدم التحرك وجنون يملأ المكان وضجيج لا يفهم منه الا أن الموت بات سيد المكان.

نُزع كل ما بحوزتنا من تلفونات وكاميرات ولابتوبات فهي مصدر التهديد الوحيد الذي كنا نحمله ضد اولئك المسلحين.

لازمتني صدمة لحظة الاختطاف لسنوات داخل زنازين السجون التي تنقلنا فيها ولم أفق منها إلا باشتداد الألم وفظاعة وقسوة التعامل الذي لاقيته انا وزملائي.

كم هو مؤلم أن تكون القسوة سبباً في إفاقتك من صدمة كادت إن تودي بكيانك الداخلي الى الأبد.
كم هو مؤلم أن تعيش ١٩٥٥ يوما تحت تهديد ورعب ان تقصف داخل مخزن للسلاح.

رحمة الله تغشى زميلي عبدالله قابل ويوسف العيزري فقد انتهى رعبهم سريعا بموتهم في مخزن السلاح الذي وضعتهم فيه جماعة الحوثي، أما نحن فلازمنا ذلك التهديد طيلة خمس سنوات حيث قُصفنا مرات ومرات بتهديدات مشرفي السجون بوضعنا في مخازن للسلاح كما وضع زملائنا الصحفيين من قبلنا.

أن تكون صحفيا فهذا يعني ان قناصات ومدافع الحوثي ستوجه الى كاميرتك لإطفاء عدسة الحقيقة التي تسعى لنقلها وستوجه إلى اناملك التي تخط بها أحرف المأساة التي تجهد ليعرفها العالم عن شعب يقاسي ويلاتها.

جاء الينا احد مشرفي السجن في ليلة من الليالي في بداية يوليو  ٢٠١٦ برفقة مسلحين واخرجونا الى احدى باحات السجن وبدات عملية التعذيب بالضرب بالعصي والهراوات في مناطق مختلفة من اجسادنا واللكم والصفع في وجوهنا بعد تكبيلنا بـ (الكلبشات) كما ان السنتهم لا تكف عن السب والشتم .

في نهاية تلك الليلة قال لنا ذلك المشرف (أنتم تعرفون اماكنكم المناسبة؛ غلطانين من جاءوا بكم الى هذا المكان؛ مكانكم المناسب هي مخزن السلاح ليقصفكم الطيران).

خرجت من السجن ولكني لم أخرج من الألم الذي يسكنني فزملائي لا يزالوان في السجون وأنا اعيش وجعهم خارج السجن كما عشته معهم داخل السجن.
أعرف حاجتهم للطعام والشراب وكذلك حاجتهم الى ما يدفئ أجسادهم في زنازين السجون.

أعرف حاجتهم للدواء الممنوع دخوله اليهم وكذلك حاجتهم لرؤية ابنائهم واسرهم فكم عانينا هذا الحرمان جميعا.

إلى متى يسمح ضمير أحرار العالم أن يبقى الصحفيين داخل سجون الحوثي؟
إلى متى يبقى زملائي تحت تهديد القتل بعد إصدار أوامر الاعدام من قبل محاكم جماعة الحوثي؟
أنقذوا زملائي وانقذونا من عذابات الضمير الذي يجلدنا لعجزنا عن إخراجهم .

#يومالصحافة_اليمنية
#انقذواالصحفيين_المختطفين

مقالات الكاتب

العيد وعذابات السجون

لا اجهل ما تفكرون به الان وما تعانون وما تريدونه في تلك السجون . اثنا عشر عيدا قضيناها معاً داخل سج...