لا هو إرهابي ولا أنتم عملاء!

في توجهٍ مخيف لمن يُفترض بهم تمثيل الجانب المدني، أو ما يسمىٰ بأصحابِ الانفتاح على الآخر.. يضيقونَ ذرعًا بالمخالف بطريقةٍ متطرفة، بل، أشد تطرفًا ممن يعيبونَ عليه!

العديني، إنسان يرىٰ أنه محتسب، لديه منظومة فكرية ينطلقُ منها، بغض النظر عن صحتها، لديه رؤية، ينظر من خلالها إلى كل ما يدور حوله، هذه الرؤية تحتم عليه أن يقول كلمته حيالها، كأن يقول: الغناء حرام، الاختلاط حرام، الحفلات حرام، كذا حرام... إلى هنا ما يقوله بناء على ما يتمثله يعتبر أمر طبيعي، وله حق القول، ولكم حق الرفض!

لكن، أن يوصم الرجل بالإرهاب، وكل أنواع الشتائم؛ لأنه قال ما يعتقد، فهذا أمرٌ معيب، وتطرفٌ لا ينبغي أن يتورط فيه من ينادون بالدولةِ المدنية..!
ستقول لي: هذا عدوٌ للجمال، هذا عدو للمرأة، للإنسانية.. أقول لك: لا تستطيع أن تمنعه عن قوله بقول ما ليسَ فيه، وإنما بنقضِ أفكاره، وبيان عوارها، طالما أنتَ ترفضها، لا أن تصفه بالإرهاب لأنه يقول ما لا يروقُ لك.. سينتهي بكم المطاف؛ أن كل مخالف لكم "إرهابي"، أو عليه أن يصمت كأنَّ شيئًا لم يحدث!

طبعًا حديثي هنا مجردًا، لا علاقة له بأفكار العديني التي لا أقولُ بها، ولا أتمثلها، ولا تعنيني، حتى لا يأتي صبي ويشغب على هذا الأمر، أنا هنا أدافع عن قيمة، عن مبدأ، عن حرية أرهقتمونا بها، فأنتم لا تفتأون تنادون بحريةِ الردة، ثم ترتدون عن الحرية إذا كان الطرف الآخر مخالفًا لكم..!

أخيرًا: تلويحكم بعبارة "إرهابي" لكل من لا يروق لكم؛ ابتذال يربأ عنه العقلاء.. لأنَّ الضرر الذي يلحق الآخر من وصفٍ كهذا، مآلاته وخيمة، فلا هو "إرهابي" ولا أنتم "عملاء". وإنما بينكم اختلاف تقتضيه تعدد المشارب والأفكار، ولا حل إلا بنقض الفكر بفكرٍ أقوىٰ منه.

مقالات الكاتب

العنصرية:تلكَ عشرة كاملة

«١» تظافرتْ منذُ القِدَمِ العديدُ مِنَ العواملِ والأسبابِ المعقَّدةِ في خلقِ مجتمعٍ شديدِ التَّ...

بكل وضوح

كل شيءٍ هنا محسوب جيدًا، التهاني، التعازي، المديح، وحتىٰ التضامن.التضامن ليسَ خالصًا،دقق في أصحابِ ا...

خاطرك مجبور = أنت كفو

منذ بدايةِ رمضان، تحدَّثَ النَّاس عن برنامجِ (أنتَ كفو) البحريني، وحُقَّ لهم ذلك؛ لأنه قطعةٌ من الجم...

تهامة.. واجترار الغياب!

منذ إعلان الرياض، وإعلان المجلس الرئاسي، تساءل بعضهم، وأين ممثل إقليم تهامة؟!وهذا سؤال مشروع، إذا رأ...