حرب الخدمات في عدن !

طبيعي ما يحدث من تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار ليتخطى حاجز الألف ريال، لأنهم سلموا رقاب ابناء الجنوب وزمام كل شيء للتحالف  بدون مقابل او رؤية واضحة او خارطة حقيقية للحرب، الا عبر ما تتداوله قناة العربية والحدث من أجل اعادة"الشرعية".

ست سنوات والتحالف يتوغل بأراضي جنوب اليمن ليسيطر على المهرة وسقطرى البعيدة جدا عن المواجهات، والاخطر من ذلك اتجه لاحياء الفتنة المناطقية ومولها بالسلاح والمال، التي من المحتمل أن تبدأ جولات جديدة من الصراع بين المكونات الجنوبية بما يحافظ على بقاء المحتل لعقود من السنوات.

نجح التحالف بشق الصف الجنوبي في اغسطس 2019، في ثلاث محافطات "عدن، ابين، شبوة"، وتكبيل الانتقالي بقيود اتفاق الرياض، لان السعودية تدرك تماما المارد الذي تنفخه الإمارات داخل روح الانتقالي منذ إعلان انسحابها الشكلي من الحرب على اليمن، الا أن الرياض استطاعت أن تجر الانتقالي إلى مربعها لتفرض عليه املاءات وواقعا جديدا بما ينسجم مع مصالحها في عدن وشبوة منذ نوفمبر 2019م.

تفاقمت الاوضاع الاقتصادية وتدهور سعر الريال أمام الدولار بعد اطلالة رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي في قناة روسيا اليوم عند إعلانه الاستعداد بدخول حوار مباشر مع حكومة صنعاء في حال سيطرة قواتها على مدينة مأرب، لتضع السعودية العصا على رأس الانتقالي والضرب بحرب الخدمات من الكهرياء والمشتقات النفطية وصولا للمرتبات وتدهور الوضع المعيشي، وحرمان الانتقالي من امتيازات مالية كانت تمنح له، بل عملت على مضاعفة تواجد قواتها في عدن، تحت مايسمى تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض ولو بصورة شكلية دون استفادة أي طرف من الاتفاق، الذي سيكون مخاض تنفيذه عسير جدا لن يخرج إلى الواقع مطلقا.

مايحدث هو أن الانتقالي وحكومة معين عبدالملك ومن خلفهم السعودية والإمارات لم يأبهون لمعيشة المواطن التي وصلت للحد الذي لايطاق، بل جميعهم يستثمر تفاقم الوضع الاقتصادي وتدهور الخدمات المختلفة لاسيما الكهرباء لاظهار الطرف الاخر بأنه من يقف خلف المعاناة التي بدأت تعصف بالمواطن العدني الذي لا حول له ولا قوة، عندما جعل صناع الازمات من مدينة عدن ساحة للصراع وتصفية الحسابات السياسية.

عدن الساحرة اصبحت على كف عفريت من الانهيار تبكي جمالها، ليقف المواطن البسيط الذي لاحول له ولا قوة على اطلال المدينة التي احتضنت كل الناس بمختلف اطيافهم، لا تستحق مايحدث، ستمسح دموعها وستغسل وجهها يوما ما لتلفط كل من اساء لها ولأبنائها.

مقالات الكاتب

إلى هنا وكفى !!!

الخيانة والعمالة والارتزاق هي من تقتل ابناء الشعب، وتتاجر بدماء الابرياء عيني عينك.. وكل طرف ينفذ اج...