حوار الانتقالي العقيم

كيف يجسد حوار الانتقالي نفسه ممكننا على الواقع  بإنه الفرصة الأخيره امام الجنوبيين  ، بعد أن  افتقد في فتراته الأخيرة جل قواعده الشعبية والسياسية وأصبح متخبط في أزماته ويعيش حالة من الإرتباك الإداري ،والسياسي ، وما تخللتها الأوضاع المعيشية والخدمية في عدن باعتباره المسيطر الفعلي  على الأرض ، حتى انخفضت أصواته المتعالية بفك الإرتباط وتحول إلى أداة من أدوات الإمارات الراسمالية القذرة ، التي حولت الجنوب إلى ثكنات عسكرية مسلحة تدار بها عملية الإغتيالات والإعتقالات وتمرير مشاريعها في مواجهة القوى الأخرى ، وحتى افرغته من أي مضمون سياسي يتعاطى مع جوهر القضية وعدالتها وهدفها المتمثل بدولة الجنوب ، لكي تصرف الانظار عن مسمى دولة الجنوب الذي أصبح حلم يراود كل الجنوبيين ، بعد  فشل النظام في صنعاء في خلق دولة متساوية بين الشمال والجنوب.

ما حدث  للحوار الذي تقدمت بهِ قيادات الإنتقالي الذي رفضته قيادات جنوبية بارزه  التجاوب والتعاطي مع الدعوة للحوار الذي وصف بالمشبوه وتكريس ثقافة التابع والمتبوع ، والذي يمثل بحسب تعبير قيادات الإنتقالي في تقارب وجهات النظر وطي صفحة الخلاف بين مكونات الحراك ، لكن ما يؤطر تلك هذا المكون في أتخاذ القرار بعيدا عن الخارج  وعدم إنسجام المكونات الأخرى في الحراك الجنوبي مع هذه التبعية والإرتهان ، الذي وصلت إليه قيادات الإنتقالي مع الدعوة التي تفتقد لأي مشروع سياسي من خلال طاولة تشرك  وتظم الجميع في كيان واحد ، يخدم الشعب الجنوبي ، وبما يتماشى مع الطبيعة الجنوبية المطالبة بفك الإرتباط والرافضة لإرتهان الخارج  .

التفريط في عدالة القضية الجنوبية وجعلها مرمى للخارج تتستر خلفه امرا مستهجناً ، يتنافى مع  القواعد الشعبية للحراك  التي تحاول استقلالية القرار والإيمان بعدالة القضية الجنوبية إيمان يرسخ جوهر القضية ، بإنها مبدأ موقفي وهدف ينبض من وسط الشارع الجنوبي ، الذي يطالب بإستعادة الدوله الجنوبية ، وهو تحقيق مكسب عظيم ، يحلم بهِ الجنوبيين منذُ فتره طويلة.

 لم تكن تلك التجربة الجنوبية التي واكبت منظومة النظام السابق التي حكمت جنوب اليمن قد ادت إلى هذا الرفض القاطع ، وعدم التعاطي مع هذا الحوار الذي يفتقد إستقلالية قراره ، من تلك الجهات التي وجهت هذه الدعوة..... إنما الإرتهان والإنبطاح بيد الخارج ، هو من قاد إلى عدم التعامل مع هذه الدعوات  المشبوهة التي  اصبحت فاقدة القرار .