الحوثية و الإمامة جباية لا دولة

لم تكن الامامة نظام حكم سياسي كما هو حال كل الممالك فنظام الملكي في العالم يعمل على تقديم خدمات وتنمية لشعوبهم لتحول ملكة بريطانيا شعبها الى شعب متحضر وراقي فالنظام الملكي لم يكن سلطة مطلقة تتعامل مع شعبها بصفته غنيمة كما تعاملت الامامة مع الشعب اليمني فحكم الإمامة الزيدية تعامل مع الشعب اليمني كرهينة فكل ما قدمته الامامة الجباية مقابل الحماية فلا مؤسسات تعليمية ولا صحية ولا تمنية تذكر بل عمدت الى طمس كل ما أنجز من قبل الدولة العثمانية وهدمة نظام الدولة الرسولية المبني على شبه العمل المؤسسي ليحول الطاغية يحيى حميد الدين المستشفى الوحيد بصنعاء الذي أنشأه الأتراك إلى قصر خاص به وبعائلته ليحرم سكان صنعاء من العلاج .

لم تبني الامامة جيش نظامي وطني وانما عصابة مهمتها جباية الشعب وسرقت مدخراته ولم يفوق الامام لاهمية الجيش الوطني لابعد هزيمته على يد الجيش السعودي في نجران وصبية فر الإمام أحمد هاربا من نجار أمام جيش الملك عبدالعزيز بن سعود .

شعر الامام انه بحاجة الى جيش يحمي ملكه بعد هزيمته و خسارته المخلاف السليماني سعت الإمامة لافقار الشعب وتجهيله وهو ماشاهدة الطلاب اليمنيين الذين أرسلهم الإمام لدراسة في العراق ومصر إثر نصيحة من ملك العراق .

نفس ما كانت تمارسها الامامة يمارسه الحوثي فهو يعمل على جابية الشعب دون أن يقدم إليه أي خدمات تذكر.

استغل الحوثي مؤسسات الدولة اليمنية والتي بنتها الثورة المجيدة طلية ستون عاما وتحويلها الى مؤسسات تخدم أجندته واجندة طهران ليجعل من وزارة التربية وسيلة لتعزيز الكراهية وتغذية الخطاب الطائفي ونشر التشيع عبر منهاج التعليم المدرسي دون تقديم مرتبات المدرسين ليحيل التعليم العام الى خاص يدفع التلاميذ مبالغ مالية للمدرسة كرواتب للمدرسين  اوقف الحوثي صرف الرواتب للقطاعات الحكومية وهو نفس ما فعله الإمام يحي اتجاه موظفي اليمنيين ممن كانوا يتقاضون من الدولة العثمانية .

غابت التنمية في كل المجالات الحيوية في اليمن وتحول القطاع الحكومي الى بطالة افتعل الأزمات واشعل الحروب ومارس العنف والكبت ومنع إصدار الصحف الحزبية والمستقلة .

هدم المؤسسات واستباحتها وحولها إلى حكر على السلالة دون غيرهم بينما زج بابناء القبائل في حروبه ضد اليمنيين الرافضين لمشروعه التدمير .

لم تنشأ الحوثية مدرسة او مستشفى ولا تشق طريق اعاد الحوثي نظام الجباية من خلال تعيين مشرفين على كل قرية ومدينة مهمتهم جباية الناس ونهب اموالهم باسم دعم الجبهات احيا الاحتفالات التي لا تنتهي 26عيد تحتفل به مليشيات الحوثي ابتدأ بعيد الغدير وانتهاء بعيد مقتل الامام زيد وجميعها يتحمل المواطن والتجار واصحاب المحلات والبسطات نفقاتها ومن لا يدفع تصادر امواله وتغلق محلاته فالمشرف في نظام الحوثي هو نفسه المثمر في حكم الامام يحيى وأحمد الذي كان يحصي ارض الفلح قبل حصادها لتذهب معظمها الى خزينة الامامة

مقالات الكاتب