الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. رحيل الفقيد مهدي عبد الله سعيد

يصعب كثيراً أن تكتب عن فقد صديق ومناضل ورفيق درب عندما تسمع بخبر وفاته وانتقاله الى رحاب الله، ويصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يكون هذا المناضل والصديق والرفيق مهدي عبد الله سعيد رحمه الله الذي فُجعت برحيله كما فجع الوطن يوم الأربعاء السادس من أكتوبر. وربما لرحيله في هذا اليوم الذي هو يوم نصر أكتوبر العظيم دلالة، مع أن المرء لا يختار يوم موته، لكن دلالته العظيمة أنه رحل في هذا اليوم ووطنه اليمني جنوباً وشمالاً متخن بالجراح والحروب وبمآسي الفقر والعوز.. وكأن العمر الذي أفناه من أجل حريته واستقلاله وبناء دولته الوطنية ووحدته قد تعب وقد بلغ الثمانين من عمره، فلم يعد يحتمل إن كل ما فنى العمر من أجله هو وغيره من المناضلين ينهار أمام عينيه.. وكأنه يطالبنا ان نتأمل ما أصبحنا وأصبح الوطن عليه فلا نقبل بالهزيمة بل ننهض من الموت لصنع نصر يشبه نصر اكتوبر .. 14 أكتوبر ولا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة وكان من صناعه، أو نصر 6 أكتوبر يوم النصر العظيم ومحو هزيمة العرب في حزيران..
كان مهدي عبد الله سعيد ابن لحج الخضراء.. ابن الجنوب الأبي.. وابن اليمن البار ، أنموذجاً للمناضل والإنسان المثالي، بساطةً وتواضعاً ولطفاً مدافعاً عن القيم النبيلة المبادئ الأصيلة. وعلى كثر ما تقلد من مناصب حزبية وفي رئاسة مجلس الشعب الأعلى، ورئيساً لاتحاد عمال الجمهورية، ظل ذلك الانسان الذي لا تغريه ولا تبدله المناصب او تنسيه اصدقاءه وزملاء النضال ورفاق الدرب.
برحيله فقدتُ صديقاً ورفيق درب تشاركنا معا الحلو والمر ... 
له الخلود في آخرته ولأهله وذويه الصبر والسلوان..

علي ناصر محمد

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...