اليمن حروب الوكالة تغيب النخبة الوطنية

ما شهدتها اليمن خلال سبع سنوات من الحرب وقودها مليشيات تحمل طموح اعادة دولة الإمامة وشرعية تفتقر الى مشروع سياسي يوحدها تغيب النخبة السياسية وكان اليمن بلد بلا نخبة وبلا تنوع سياسي وثقافي .

ولعل تصريح رئيس الحكومة في وقت سابق  بأنه ليس معني بالجانب العسكري والسياسي وان مهمته الجانب الاقتصادي يكشف مدى الكارثة لتولي شخص رئاسة الحكومة يجعل حجم الاهمية للجانب العسكري والسياسي والامني بالحفاظ على شكل الدولة وأهمية عناصر القوة التي لا يمكن للجانب الاقتصادي أن ينجح في ظل تعثر عسكري وامني وغياب رؤية سياسية موحدة لمواجهة المخاطر المحدقة

حتى من ظلوا ينظرون للوطنية وإقامة الدولة المدنية لم نعد نجد لها صدى  واختفت اصواتهم وتحول بعضهم الى شخصيات نفعية تخدم الاجندة الدولية والبعض الآخر فضل مسايرة الأوضاع تتجاهل حجم الكارثة التي يعيشها وطن ظلو يتغنون بحبهم له وخوفهم عليه

للعام السابع واليمن يهوي نحو الكارثة فقد خلالها السلطة والسيادة والاقتصاد والأمن وفقد لحمته الوطنية ماجعل منه شعب يوصف بالبؤساء .

خاصة وانت تشاهد تولي قيادات تفتقر الى مشروع سياسي يحركها ويشكل حافز نضالي مبني على ثوابت وطنية بعيد عن الارتهان للادوات الدولية والإقليمية .

والغريب المخيف أن البعض يبرر فشله بتدخل الدولي والإقليمي هو من يعيق بلورة رؤية وطنية يتحرك القوى السياسية في إطارها متجاهلين أن النخبة الوطنية هي من تغير المعادلة السياسية مع اللاعبين في إطار واقع يستمد تأثيره من المتغيرات على الأرض .

وإذا كان الواهمين يتخيلون أن التحالفات الدولية وتدخلاتها بالشأن اليمني من يعيق ظهورهم فهذا طبيعي بغض النظر من تكون الدولة التي تفرض هيمنتها فهي محكومة بواقع يتشكل.


ووجودها لايعني أن هناك من هو مستعد ليحل محل الدول المتنافسه على الهيمنة على اليمن طالما هناك فراغ سياسي لدى قيادته الحالية فتدخل الايراني لم ياتي من فراغ وتحرك السفير الايراني بصنعاء وفرضه نمط السياسة الايرانية نابع من تقبل الحوثيين وارتهانهم للمشروع الايراني وهو ما صرح به المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أن ايران تقدم لهم الدعم العسكري والثقافي وتساند تحركاتهم السياسية في إطار طموحها في المنطقة .

بينما خطاب الدفاع عن السيادة والدفاع عن الدولة اليمنية ليس اكثر من أكاذيب تسوق لضحك على الاغبياء واستغفال الشارع البسيط .

وظهور الحوثية وضعف الشرعية ناتج عن فشل النخبة ببلورة مشروع سياسي وطني يخدم الاجندة اليمن ويتعامل مع الحلفاء والاعداء من منظور مصالح اليمن العليا .

كلما تدخل اليمن في نفق مظلم اشعر بحجم الكارثة وهي كارثة سببها نحن اليمنيين الذي اثبتنا لأنفسنا قبل غيرنا من الشعوب اننا شعب عاجز عن حماية مصالحه ونخبة وطنيتها لا تتجاوز جيوبهم

مقالات الكاتب