واسأل نفسي
#وأسأل_نفسي!فتحي بن لزرق"إن الحياة كلمة وموقف، الجبناء لا يكتبون التاريخ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن...
هذا المساء أود أن اكتب شيء مغاير مختلف كل الاختلاف عما كتبته خلال السنوات الماضية، لسنوات طويلة كنت انفصاليا وكنت عدنيا نزقا وكنت بدويا "متصلبا وعنيدا" كنت أشياء كثيرة جدا ، إلا أنها مرات قليلة التي كنت فيها "يمنيا لكل اليمن.
وهذا المساء أود أن أكون يمنيا لكل اليمن اكتب رسالة إلى اليمن وأتمنى لها أن تصل ، هذه اللحظة لست حراكيا ولا حوثيا ولا إصلاحيا ولا مؤتمريا ولا اشتراكيا انا يمني وكفى ..
في زمن الشتات اكتب وفي زمن التشرذم والانقسام اكتب عن اليمن الكبير الكبير الكبير كمسافر يقف في محطة قطارات حاملا حقيبته بينما لاقطار ولا مسافرون ولا احد.
الساعة جاوزت الـ 12 بعد منتصف الليل بتوقيت "عدن" ولو انه خيل لي أن اطل على اليمن من أعالي السماء لوجدتها المكان الوحيد الذي يلفه الظلام من كل جانب لكنه المكان الوحيد ربما حول العالم الذي يضج هذه اللحظة بأصوات الانفجارات وانين الجرحى والثكالى وجوع الأيتام وأهات المفارقين لهذا الوطن .
بعد 3 سنوات كاملة من الحرب اكتب رسالتي هذه لكل اليمنيين متسائلا أما آن لهذا الحرب العبثية آن تنتهي ، أما آن علينا الاعتراف أن هذه الحرب لن ينتصر فيها احد واما آن نعترف ان هذا الخليج الكبير الكبير الكبير لم يحبنا قط ولم يودنا ولايهمه ان تصير اليمن كلها خرابة كبيرة وهذه إيران بالمثل لم تتمنى لنا قط خيرا ولن تتمنى ولو دك اليمن عن بكرة أبيه .
في القلب آهات كثيرة وفي العيون دموع أكثر وفي الوجدان الكثير من الحنين إلى الوطن اليمني الذي نفتقده منذ سنوات طويلة ..
حنين الى صنعاء التي نفتقدها وعدن التي لم تعد "عدن".. وحنين الى كل الغائبين.
هذا المساء أود ان اكتب رسائل متعددة إلى أطراف كثيرة ولعل أولها الرسالة الأولى للحكومة الشرعية ورجالها وبعد 3 سنوات نقول لهم أما ان لكم ان تقروا وتعترفوا انه وبعد 3 سنوات مضت لم يرى الناس فيكم إلا شلة من المستفيدين ممن فرطوا بالبلاد طولا وعرضا فلا اقتصاد عاد لعافيته ولا حقوق مغترب صينت ولا كرامة حفظت لبلد ولا سيادة .
3 سنوات عوملتم كالعبيد فرطتم في كل شيء فلم تبقوا للبلاد شيء يُحفظ ولا شيء يمكن ان نشكركم عليه فلا مدن حررتم ولا مدن حفظتم لها حرمتها، استباح الخليجيون بلادنا تحت يافطة تفويضكم المزعومة .. وحانت اللحظة ان تقرون بالفشل وان تنحون للحل والتوافق مع إخوتكم اليمنيين ..
وهذا المساء رسالتي الثانية لجماعة الحوثي وأنصاره .. إليكم يامن كنتم السبب الأول في خراب اليمن وذريعة لهذا التدخل الأجنبي أخذكم الغرور والغرور مهلكة واستقويتم على إخوتكم بقوة السلاح فاستجلبتم الأجنبي لهذه البلاد وارتضيتم ان تكونوا عونا لإيران في هذه البلاد وادعيتم إنصافا للناس فلم تجلبوا لها إلا كل ظلم ودمار وخراب.. وحانت اللحظة التي يجب عليكم فيها الإقرار إنكم أخطأتم وحانت اللحظة التي يجب عليكم فيها رمي سلاحكم والاحتكام لروح الدولة والقانون ، الدولة التي ستكونون فيها مواطنين مثلكم مثل غيركم.
وهذا المساء رسالتي الثالثة لحزب الإصلاح ولكل من ساهم في هد شكل الدولة في 2011 ، انظروا إلى أين أوصلتنا مطامع الحكم وجنون وشهوة السلطة ، لقد دفعت اليمن ثمنا غاليا بسبب انهيار الدولة في 2011 وحانت اللحظة ان تقرون ان البلاد لن يحكمها حزب ما منفردا وان اليمن لكل أبنائه .
وهذا المساء رسالتي الرابعة إلى الحراكيون وكل من آمن بانفصال الجنوب فبعد 3 سنوات من الحرب واكتشاف زيف المتاجرة بقضية الجنوب ومعاناة أبنائه وكل هذا النموذج السيئ الذي يعيشه الجنوب ان للكل ان يقر ان قضية الجنوب قضية عادلة ولكن الانفصال في ظل هذه الظروف كانت كذبة كبيرة وان الحل بحل عادل للقضية الجنوبية .
ورسالتي الخامسة للمؤتمر وقياداته كنتم انتم من ادار اليمن لعقود طويلة تفردتم فيها بالحكم وظلمتم هنا وهناك فظلم الجنوب على يدكم وظلم الشمال وظلمت كل حقوقها وتسببتم بتولد المظالم وعليكم اليوم الاعتراف باخطائكم.
ورسالتي الأخيرة هي من كل اليمنيين إلى كل الساسة مختصرها ، إننا متعبون حد التخمة ، نود ان نبكي كثيرا لكن من يعد في أعيننا من دمع يذكر ونود ان نصرخ في العالم اجمع لكن أصواتنا مبحوحة ونريد ان نعدو بعيدا عن واقعنا لكن قذائف الحرب أصابتنا في مقتل.
ونريد ان نأوي إلى مساكننا لكنها مدمرة ونريد ان نتفسح في شوارعنا شمالا لكننا نخاف القذائف المنهمرة ونريد ان نتفسح جنوبا لكننا نخاف القتلة الذين لم يعودوا يفرقوا بين احد، بين جوانحنا تسكن اليمن وان غادرها مئات الآلاف منا.
اشتقنا الى بلادنا ، اشتقنا الى اليمن التي نحبها ، اشتقنا الى زمن نتمنى ان يعود ..
ثقوا ان في هذه الارض خيرا يكفي "الجميع" انظروا الى عشرات البلدان من حولكم افقر منكم عشرات المرات ليس فيها من ثروة تذكر لكن بحكمة اهلها نجت وعاشت وانتعشت .
على كل حواجز المطارات نقف وكلنا أمل بغدا أفضل وعودة مزهرة إلى الوطن الذي نحبه ، ازدحمت أجسادنا على ضفاف شوارع الدول مابين مغترب تطارده الالتزامات ومابين جريح باحث عن علاج ومريض فقد الأمل فيه وكل هذه الوجوه متعبة لايفرق ظلم الزمن وعبثه وجراحه مابين شمالي أو جنوبي من شرق اليمن أو غربه ..
هذا المساء سأكتب رسالة إلى كل اليمن ، رسالة ما أخطها وبين كل حرف وأخر غارة جوية لطيران التحالف تقتل العشرات وقذيفة حوثية تقتل الأبرياء وضعف شرعي وهوان ..
هذا المساء سأقولها وبعد 3 سنوات من الحرب إننا كيمنيين بتنا على قناعة تامة ان السعودية لن تنقذنا وان إيران لاتريد لنا خيرا وان الحل يكمن فقط في رمي السلاح ، ارموا سلاحكم وتقدموا نحو بعض لا لكي تقتلوا بعضكم بعضكم ولكن لكي تحاوروا بعضكم بعضا فهذه البلاد بلادكم وهذا الخراب ينالكم ولن ينال غيركم.
نستحلفكم بالله ان تتوقفوا فليس فينا قدرة إضافية للتحمل وليس فينا اتساع للتحمل .
نستحلفكم بالله ان تفيقوا وبحق حرمة اليمن وشعبها..
نستحلفكم بالله بما تبقىى في هذه الأرض من بشر وحجر ان ترموا سلاحكم وان تتحاوروا فلم يعد فينا قدرة على المضي في طريق الخراب هذا...
افيقوا فالعالم لن يشعر بنا ولن يلتفت الينا احد ولن يدفع الشر عن هذه البلاد الا ابنائها.
أفيقوا لأجل اليمن..
وهذه رسالة من ابن اليمن لكل اليمن..