انسحاب ام اعادة انتشار؟..شواهد، وحقائق

قالت السعودية اليوم ان ما تقوم به قواتها بالجنوب ليس انسحابا، بقدر ما هو اعادة انتشار واعادة تموضع.
وهذا التفسير السعودي الذي اتى ردا على الجدل السياسي الذي احدثه هذا الانسحاب لا يعدو اكثر من محاولة تشويش وتملص من حقيقة بدء سحب جزء كبير من قواتها، وحتى لا يتضعضع  معسكرها  ويدب فيه اليأس والخلاف اكثر،ولئلا يستثمره الحوثيون. 
  
... فكل الشواهد تشير الى ان السعودية قد عقدت العزم على الانسحاب وشرعت فيه فعلا، ولو بشكل تدريجي ومرحلي. لحسابات تخصها، وبعد  تفاهمات مع الإمارات وواشنطن وبريطانيا، مع حرصها على إبقاء  حضورها وهيمنتها على اليمن عبر ادواتها واساليبها التاريخية المعروفة. 
اما حكاية إعادة الانتشار والتموضع وفق المفهوم العسكري فلا ينطبق على ما نراه  اليوم من انسحابات أبدا.

فلو افترضنا ان مصطلح  اعادة اتشار القوات- اية قوات كانت- يعني بحسب القواميس العسكرية عودة القوات الى وضع ما قبل الحرب، اي عودة انتشارها على طول الحدود مع الدولة الجارة الخصم. فهذا لا ينطبق مع الحالة التي تتواجد فيها السعودية باليمن.

..  وحتى لو افترضنا ايضا ان مصطلح إعادة الانتشار للقوات-اي قوات- هو كما يقول البعض اعادة تموضع القوات داخل الاقليم وفي ارض المعركة لمواجهة تهديدات او لتحقيق اهداف عسكرية معينة، فهذا كذلك لا ينطبق مع وضع القوات السعودية. فلا اثر لأية تهديدات عسكرية حقيقية لقواتها بعدن او عتق او العند او محافظة المهرة،وهذه الاخيرة  التي سحبت منها السعودية عدد كبير من قواتها هي وضح دليل على ما نقوله. فاي تهديد لقواتها في المهرة حتى يتم اعتبار ذلك الانسحاب المفاجىء اعادة انتشار او اعادة تموضع؟ثم اين اعادت تموضعها او انتشارها؟.

 .. وقبل  هذا كله كيف نفهم ان ما يجري هو  اعادة انتشار او اعادة تموضع للقوات السعودية  بارض المعركة فيما هذه القوات تعود ادراجها الى بلادها ؟.!

*صلاح السقلدي

مقالات الكاتب

عدن ..مَن أطفأ الشُعلة؟

اليوم مرة أخرى يكرر المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبته باعادة تشغيل مصفاة عدن ،ولا جديد في الأمر، حتى...