تركوا ميناء الحديدة طمعا في جبن مقبنة!

تركوا نصف الحديدة والساحل التهامي للحوثي كبادرة "حسن نية" مقابل انسحاب آمن وسلس وعادوا القهقرى مئات الكيلومترات جنوبا إلى "مستوطنة المخا".!

ثم أعلنوا عن خطتهم العسكرية "العبقرية" لتبرير الهروب المفاجيء والغريب من نوعه وجنسه في تاريخ وتجارب وإدارة الحروب تحت مسمى(إعادة التموضع والانتشار) وهو عنوان فضفاض لامحل له من. الإعراب إلا في قواعد وتكتيك وعرف الأعراب!!

ثم عادوا ليثيروا الغبار ويضربوا بالنار ويتحدثوا عن الانتصار تلو الانتصار. مع التغطية الاعلامية المكثفة وخرائط الأقمار الصناعية.في جيوب وجنبات وبلدات سهل تهامة الأدنى والبعيد عن مدينة الحديدة الاستراتيجية التي زهدوا فيها وتركوها لقمة سائغة للمليشيات بعد كل التضحيات والسنوات!!!

كل هذا لايقلل ولاينتقص بالطبع من أهمية الأحداث والتضحيات والمواجهات التي دارت وتدور حاليا هناك على مدار الايام السابقة والتي يبذل فيها أبناء اليمن جميعا على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم أرواحهم ودماؤهم لتحرير وطنهم من الجائحة الحوثية الظلامية تحت أي مسمى من مسميات وقيادات المقاومة الشعبية والتشكيلات العسكرية...

_ خلاصة المسألة في هذا السياق، أن المعركة التي تركت بؤرة ومحور الارتكاز وعنوانه الأبرز داخليا وخارجيا والمتمثل في مدينة وميناء الحديدة، لمصير ومسار مجهول؛ لايمكن منطقيا أن تتركها لتعود إليها من بوابة حيس والجراحى والدريهمي والتحيتا وأخيرا وليس آخرا. منطقة شمير ومقبنة (حيث يصنع الجبن العوشقي البلدي الشهير.)..

شمير القريبة من تعز التي تبعد عن الحديدة مئات الأميال..

ثم إن الانتصارات والتضحيات التي بذلت منذ سنوات يراد نسخها واستبدالها بتضحيات ودماء جديدة لصالح قيادات وتشكيلات بعينها تمضي وفق أهداف وأجندة.القسيمة التمويلية التي تمارس كل أوجه العبث بجغرافيا ونسيج ومقدرات وأزمات. بلادنا المنكوبة بحكومتها وقادتها قبل أي شيء آخر !!

وعزاءنا دائما أن المكر السيء لايحيق إلا بأهله ومايصح إلا الصحيح بإذن الله..