معين ما بين تلميذ و دمية

لم يعلم معين عبدالملك بسقوط مديرية اليتمة ولا ماهي اليتمة ولا أهميتها رئيس الوزراء كان يتوقع انها قريبة من عاصمة المحافظة ولم يكن يدرك أنها حدودية مع نجران  .

وليس أمامه غير التوجه الى معلمه ليشرح له التفاصيل عن تلك المديرية مستعينا بالخريطة وعادته معين يقف أمام.مطيع دماج كتلميذ يتلقى دروسه الأولى ليخرج على الناس يدلي بتصريحات سمع تفاصيلها من عربه المبدع لتعود تلك التصريحات على معين عبدالملك بالسخرية والتحقير .

وهو ما بات طبيعيا لكون الرجل يردد مقولات مطيع دماج الذي يستمع إليها بإنصات وكأنها مواد مقررة عليه حفظها ليتمكن من تجاوز الترم بنجاح .

معين عبدالملك الواقع بين نار تشبه بالعصا القاسية المتمثلة بباحارثة المعروف بـ تعاملاته مع معين بطريقة أكثر ما توصف بالهمجية نتيجة ثقافة الرجل الضحلة التي يلمسها كل من يتعامل مع باحارثة من قريب او بعيد لكون الرجل يفتقر الى ثقافة الاخلاق بالتعامل.

فباحارثة كما يصفه كل من عرفه بالرجل الذي يصعب على من زاره او تعرف عليه  أن يحمل عنه  انطباع جيد او يحفظ له قليل من الود وهو ما بات يصنف لدى الكثير من الناس بشاويش مكتب رئاسة الوزراء وهو توصيف للعسكري الغبي الذي يتم اختياره بدقة ليكون مسؤول على المساجين لقساوة وتجرده من الأخلاق التي تتيح له موقع لدى من يعمل مسؤول عليهم.

فوجود معين بين عراب يتقمص دور الفيلسوف المبدع المتدثر بقميص اليسار وبين عربجي لا يجد غير ثقافة الأسواق الهابطة جعل منه شخصية أكثر ما توصف بالشخصية البليدة التي لا يمكنه أن يتعلم فكيف لتلميذ أن يتعلم وهو محكوم بنمط مرعب داخل قاعة مسكونة بالترغيب كماهو حال دماج معه والترهيب كما هو اسلوب باحارثة .

ليقول لي يوما زميل يعمل بمكتب رئاسة الوزراء يا صديقي أننا لم نشعر إمام معين ما نشعر به امام با كارثة فالرجل ليس مسؤولا علينا نحن فقط وانما ايضا على معين نفسه وتوجيهاته لا يمكن لمعين مراجعتها أو حتى مناقشتها ليس لصوابها وانما تجنب رد باحارثة وتعنيفه فهو لا يتردد عن التلفظ بكلمات التي أقل ما توصف بـ الهابطة.

ترهيب باحارثة لمعين جعل معين يرى مطيع دماج اشبه بالام الحنون ليرتمي في حضنها مستمعا الى حديثها بصمت لتنزل عليه وكانها وحي سماوي لا بد أن يؤمن بها طالما مصدرها حضن أمه بعد ان عرف ولمس قساوة باحارثة التي لا يقل توصيف عن زوجة الأب الثانية

مقالات الكاتب