مناضل آخر انتقل إلى رحاب الله  هو البرلماني زكي محمد حسن خليفة

نجم آخر ينطفئ في سماء عدن الحبيبة، وكانوا قناديل الفرح وضوء الحياة وزيت المصباح الذين كثيراً ما أضاؤوا الطريق أمام أجيال من أبناء شعبنا المكافح.
كانوا الشمعة التي تحترق لكي نبصر طريق الحرية، فوالده محمد حسن خليفة كان يسمى المناضل الأكبر، وكان من أبرز المناضلين في حقبة الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب. فهو بهذا ينتسب لأسرة عدنية مناضلة ينتسب إليها عدد من الرموز الوطنية وفي مقدمتهم المناضل الفقيد خليفة عبد الله حسن خليفة الذي رمى قنبلة المطار، مدشناً نوعاً جديداً من الكفاح المسلح، ومنهم مندور خليفة وعادل خليفة وآخرون من الأسرة العريقة وشقيقه هو الوكيل د.عزام خليفة. 
وتعد أسرة خليفة مثالاً وأنموذجاً لكل أبناء عدن الذين قاوموا الاحتلال البريطاني لمدينتهم منذ غزتها أساطيلهم بقيادة الكابتن هنس واحتلتها في 19 يناير 1839م والذي لم يتوقف حتى خروجهم منها مهزومين بعد ثورة مسلحة دامت نحو أربع سنوات في 30 نوفمبر 1967م. وكان لأبناء عدن رغم ما لحق بهم من ضيم في بعض المراحل بعد الاستقلال الوطني دورهم الكبير في بناء الدولة في اليمن الديمقراطية عبر خبراتهم الإدارية والمالية التي رفدت جهاز الدولة بالكوادر والكفاءات التي حافظت على استمرار وتطور الجهاز الإداري في أصعب الظروف وبأقل الإمكانيات، وبدون فساد إداري أو مالي.
وكان صوت الراحل زكي خليفة من أبرز نواب الجنوب في أول برلمان يمني عقب الوحدة وتميز بشجاعة أدبية وصوت مدافع عن حق الجنوبي في العيش الكريم، وكان يبعث الأمل في إشعاع متواصل، ويجند صوته حتى لا ينطفيء الضوء، ويخبو النور ويظل الطريق مفتوحاً أمام أجيال جديدة تحمل المشعل وتواصل الطريق.
بوفاته فقدت عدن والوطن مناضلاً من أجل الحرية، وصوتاً مدافعاً عن الحق وعن المواطن .. لكن الشعلة التي أوقدوها لن تنطفئ ابداً، فشعاع الضوء مازال مفتوحاً لا يمكن أن تهزمه جحافل الظلام وسيشق شعبنا الظلمة مرة أخرى ويفتح كوة للنور.

رحم الله تعالى زكي خليفة وطيب ثراه وأسكنه الجنة.
إنا لله وإنا إليه راجعون

 

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...