ماأشبه الليلة بالبارحة

عندما توغلت توغلت قوات الحكومة والموالية لها وبدأت بالسيطرة على اطراف الحديدة وشدت الخناق على مليشيات الحوثي . انتفضت مصالح أمريكا والغرب لفك الحبل الذي لفته تلك القوات على عنق الحوثي ومسلحيه وسارعت إلى ابتداع ( مهزلة) استكهولم واجبرت الشرعية على التوقيع عليها ، ولاكثر من عامين ضلت جماعة الحوثي تمارس الخرق تلو الآخر والطرف الحكومي مجبر على الانصياع . ولايقوَ سوى على الصراخ والشكوى  واذان أمريكا من طين واذان الغرب من عجين .. والشهر قبل الماضي فرضت أمريكا والغرب على التحالف باجبار القوات على الانسحاب من مديريات واسعة من الحديدة وهدد بقصف من لم يذعن من تلك القوات وفعلا قصف وحدات من الوية العمالقة ، تحت مسرحية اعادة التموضع ، وقبل أن تبرد محركات اليات القوات الحكومية والعمالقة المنسحبة من مواقعها سارعت مليشيات الحوثي إلى احتلال تلك المديريات في تحدٍ سافر لما هو مُعلن من بقاء تلك المديريات في الحديدة مناطق آمنة ومنزوعة السلاح بين الطرفين ولم تحرك أمريكا والغرب ساكنا بل بالعكس باركوا وايدوا في الخفاء هذا الصلف الحوثي . وشربت الشرعية وطرفها الموالي كأس علقم بايدي التحالف .. وعادت قوات العمالقة والجيش تحارب مجددا لاستعادة السيطرة على تلك المناطق التي كانت باسطة يدها عليها وسلمتها بردا وسلام ..
وهاهي المشاهد اللعينة لفصول المأساة تتكرر اليوم بذات اليد للتحالف الذي خسارة وجوده أصبحت أكثر من فائدته .. بالأمس تعالت أصوات مستنكرة دخول قوات العمالقة ( باعتبارها قوات جنوبية ) _ كما يذهب البعض _ إلى مناطق محافظة مأرب بعد تحرير واستعادة مديريات بيحان وعسيلان وعين بشبوة ، وجاءت الردود أن القرار بيد التحالف وهو من يقرر سير المعركة ويحدد إلى أي مدى تذهب قوات العمالقة ، بما فيها الترويج باتجاه صنعاء بعد انجاز مهمتها في مأرب .. 
وقبل أن تسترد الانفاس على وقع ضربات مليشيات الحوثي باتجاه ابوظبي والتهديد بمزيد منها . تفاجانا بعودة قوات العمالقة من مناطق سيطرتها في مأرب تحت يافطة اكمال مهمة عمليتها العسكرية ( اعصار الجنوب ) حسب المفسبكين ، مع أنه لم يتم أساسا تحديد اتجاه وابعاد ذلك الاعصار ، ولكن يبدو أن تغيير اتجاه رياح مسيرات وبالستي الحوثي شرقا قد  اوجد فرضيات جديدة في خطة المعركة التي أساسا تسير بالبركة ولاتوجد لها خطة شاملة ومتكاملة ، بقدرما ما تمشي على طريقة ( السفري ) وكل وقت له إذان ...

أن لم ( تتمرجل ) الشرعية والقوى الأخرى الساعية لتحقيق مشاريعها . وتنفك من أسر مهزلة التحالف . وتفرض نفسها ووجودها وتكون ندا باعتبارها صاحبة الأرض والحق .. فلا داعي لاراقة مزيدا من الدماء كل يوم لأهداف واجندات غير واضحة .

فضل مبارك 
28/1/22

مقالات الكاتب

مصيبة الانتقالي

لسنا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي كما يذهب البعض إلى تصوره . وتصويره .. ويشهد الله وهذا اعتراف نسجله...

كشف المخبأ ( 3 )

في تاريخ 14 فبراير 2018 وتحمل رقم 23/ج/2818 أصدر الرئيس عبدربه منصور توجيها إلى رئيس الوزراء معين عب...

كشف المخبأ (2)

رئيس الوزراء باعتباره اعلى رأس هرم الحكومة .. ينبغي ان يكون الأكثر دفاعا عن إرساء دعائم النظام والقا...

( سليمان ) .. مكبح تشظي

  يشهد الله كم أكره التخندق المناطقي .. لادراكي أن الاستناد عليه يقود إلى التناحر ومزيد من ت...