محمد غالب احمد عملق اليسار وآخرهم

لم يسبق لي معرفة المناضل اليساري العتيق محمد غالب أحمد عن قرب إلا أن قلمه وما يكتب جعلني ادرك حقيقة ذلك الرجل العملاق المتميز عن غيره بقراءة الواقع السياسي الصعب الذي تمر به بلادنا ما جعله يختار نمط معين لحياته الخاصة مبتعدا كل الابتعاد عن الغوص بمتاهات الحاضر

لمعرفته أن اليمن تعيش مرحلة من الارتهان وتبعيه  للقوى الاقليمية والدولية رافض السير ضمن التيار رغم ما يعيشه المناضل من وضع يصفه المقربون منه بالقاسي والمرير .

كان باستطاعة محمد غالب احمد الحصول على مكاسب كبيرة ويتقلد مناصب عليا ويكون له حضور في هرم الشرعية او المجلس الانتقالي الا أن إيمانه بالمبادئ التي اعتنقها وناضل من اجلها  منعته من الهرولة وراء المكاسب المادية والمناصب الزائلة رغم أن الكثير من رفاقه تخلو عن مبادئهم مقابل  الوقوف على أبواب القصور والسفارات .

لم استطيع اكمال قراءة  ما كتبه المناضل وهو يؤكد أن مرتبه مازال موقوفا ولم يصرف حتى اليوم  معبرا في الوقت نفسه رفضه الانبطاح ورهن مواقفه مقابل إطلاق راتبه .

ادركه رئيس الحكومة معين عبدالملك حجم الكارثة التي ترتكبها حكومته بحق مناضل عتيق تابا نفسه الذهاب اليه او لغيره  ما دفعه لإرسال امينه العام برفقة عدد من ممثلي مكتبه لزيارة المناضل لعله يكسب وده .

متجاهل وربما يجهل أن المناضل ليس ممن يبحث عن المصالح  والا من المتسكعين على الابواب ولا يمكن شرائه  لكونه مناضل يحمل هموم وطن ويناضل من أجله و رغم عمره الكبير الذي يوازي تاريخ مليئة بالتضحيات وخدمة لوطنه والحزب   .

يعلم  المناضل الاممي محمد غالب احمد واقع اليمن السياسي وحجم التدخلات الدولية والاقليمية باعتبارها المتحكم بالقرار السياسي ما جعله ينأى بنفسه ويبتعد عن أي دور يحسب عليه بالمستقبل متقبل الوضع المعيشي الصعب بكل قتامته  على أن يدنس ماضيه  النضالي الذي كان له الأثر الأبرز برسم شخصيته الفذة .

ليس لمحمد.غالب احمد منصب كبير ولا يمتلك ثروة هائلة تقربه من الناس بقدر  سعي الناس للتقرب منه لما يحمل من ماضي نزيه يفتقر إليه كثير ممن هم بالسلطة  فمنزلة لا يخلو  من الزوار  لمعرفتهم  بحقيقة الرجل وعظمته وهو الرجل الذي عاش على شريف حليم  لايساوم  على الوطن فكيف  بالمواطن مهما كتبت وكتب غيري عن شخصية محمد غالب احمد لا يمكن أن نعطيه حقه

مقالات الكاتب