هل هي القاضية؟

ناضل شعب الجنوب الأبي طيلة حقبة زمنية امتدت من عام 1994 إلى تلك اللحظة، قدم خلالها خيرة شبابه أضاحي فداء لتربة وطننا الجنوب، منهم من صعدَت روحه إلى كنف الرحمن ومنهم من تسببت له جراحه بإعاقة دائمة.
رابَط الأبطال وبدون رواتب بإجساد نحيلة عارية وبطون خاوية لصد العدوان على أرض الجنوب، ذابت قلوب الأمهات كذوبان الشمع برحيل أبناءهنُ الرحلة الأبدية، تجرع الشعب مرارت العيش وقساوته، واجه النوائب واجتازها حباً وإيماناً بتحقيق هدفه استعادة دولته وتحرير أرضه.
مرت الأيام وأحداثها بصعوبة على الجنوبيين على ساحات القتال، رفرفت راية الجنوب شامخة. لكن ماكنا ندرك مايحاك لنا في أروقة السياسة، وقع الانتقالي بكبوتين.
الأولى: التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية بدون شروط.
والثانية: مشاركته بحكومة المناصفة، فتلك الكبوتين أثرت عليه نوعاً ما، كيف الثالثة هل هي القاضية؟ أم أن الانتقالي يمتلك الحنكة السياسية والقدرة على المناورة ويجعلها لصالحه ولصالح الجنوبيين، هذا ما تفرزه الأيام أما نحن فتقديراتنا غير مشجعة، كانت قيادتنا ممثلة بالمجلس الانتقالي تغرس في نفوسنا الأمل وتطمنا بأننا على مقربة من الحلم الموعود.

إلا إننا اليوم وللأسف تبددت أحلامنا وتبخرت طموحاتنا وتلاشت آمالنا وذلك بما تم الإعلان عنه من دسائس وخبث سياسي انتجته بما تسمى مشاورات الرياض.
وحسب مفهومنا لها لقد قمر التخوف قلوبنا من نتائج معدة سلفاً من خلال دمج مجلسنا الانتقالي ممثلنا بمحافل السياسة والحوارات بكيان يمني (شمالي بحت) وبدل ما كان الانتقالي حليف لتحالف دعم الشرعية ومحاربة الإرهاب أصبح فصيل من فصائل الشرعية تحت قيادة عدو الجنوب التقليدي المؤتمر الشعبي العام.

الجيش الجنوبي جيش يمتلك القدرات والمهارات وحب الشهادة من أجل الجنوب يقهر العدو، لقد صادقت قيادتنا على هيكلته ودمجه بالجيش اليمني القبلي وتكون قيادته لمن غزوا الجنوب عدة مرات والتخوف الأكبر بأن تتكر مصيدة عام 94 على الجيش الجنوبي!
لقد تقيد الجنوبيين بقيود وتعهدوا بأن سياسة وتمثيل الجمهورية اليمنية أصبحت ملزمة للجنوب، جميع نتائج مشاورات الرياض لا تبشر إلا بإغلاق ملف الجنوب حسب ترجمتنا لها نهائياً.

المجلس الرئاسي الوليد حاكم فقط على الجنوب، والحوثي حاكم الشمال ويتم التفاوض معه (انصارالله) على وقف إطلاق النار ثم حوار على مصير الشمال السياسي وهذا لايقبله الحوثي أبداً والجنوب تم تسليمه للشمال ممثل بالمجلس الوليد وما تمثيل الجنوب فيه إلا 1% لا غير

تنويه:
كتاباتنا لا تدل على موقف عدائي على المجلس الانتقالي، ولكن القهر والاحباط دفعنا إلى ذلك.
هذا والله ولي الهداية والتوفيق.

سمير القاضي

مقالات الكاتب

الصالح والمُصلح

تجنباً منا للإطالة دعوني أعمل مقارنة بسيطة بين الصالح والمُصلح، الذي اخترتهما عنوان لمنشوري هذا. فمن...

بروق الأمل

عندما تحبس السماء قطرها يعم ربوع الأرض القحط، تنعدم المياه على سطحها، تموت الشجر واقفة، تتصحر الأودي...

عتامة المشهد

الظلام الحالك ما زال مخيم على المشهد اليمني، شعب متطلع لانفراجه بعد كل تلك الحوارات التي لن تتعدى نت...