تشكيل المجلس الرئاسي.. فرصة للسلام أم لتوحيد الصف لمواجهة الحوثي

من خلال ملامح المشهد وسرعة المتغيرات السياسية الحاصلة  التي تتسارع وتيرتها يوماً بعد أخر وبذل الجهود الحثيثة من قبل التحالف العربي لإقناع جميع الأطراف والكيانات والأحزاب السياسية التي شاركت في حوار الرياض وما أفرزته تلك المشاورات المكثفة التي مارست من خلالها التحالف أقصئ درجات الضغوطات السياسية على جميع الأطراف لتقديم مزيداً من التنازلات من أجل وضع حد لحل الأزمة وحسم الملف الشائك المعقد لإحداث  إنفراجه حقيقية تخفف من معانات الشعب وتحدث تقارب سياسي وتنهي حمى الصراعات بين جميع  أطراف الصراع والفرقاء السياسيين ووضع الجميع أمام خيار السلام وتهيئة الضروف الملائمة للخروج من دوامة الصراع الدائرة في البلد منذوا بداية الحرب وطيلة الاعوام القاسية التي مرت على الشعب وقضت على أمآله  وتطلعاته للعيش بحرية وكرامة وإستقرار إقتصادي وسياسي ونفسي وعسكري وأمني .

إستخدام سلاح الضغوطات السياسية  تارة وإستخدام فن الإقناع والتنازل تارةً أخرى قد يجدي نفعا وربما هو السبب الرئيسي لإجبار المتحاورين على التعاطي مع الموقف بجدية وعدم المساومة بحياة الشعب ومدأ تحمله مزيداً من اللازمات التي أنهكت وأثقلت من معاناته ودمرت إقتصاده وتسببت بتعطيل عجلة التنمية والإزدهار وتسببت بنزوح وتهجير وقتل الألآف بسبب إطالة أمد الحرب دون تحقيق أيا نتائج من شأنها تنهي الصراع وتعجل من فرص إحلال السلام وتنهي الحرب بأي طريقة من خلالها تفضي الى حل شامل للأزمة وإحداث تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف بالحل النهائي ويتحقق هذا من خلال قبول الحوثيين بمبادرات السلام والتعاطي مع الجهود والمبادرات التي عُرضت عليه من عدة أطراف دولية وأقليمية وعالمية لا سيما وإن الحوثيين هم الطرف الرافض والمتعنت حتى الان للقبول بجميع المبادرات المطروحة والتي من شأنها إن تفضي الى تفاهمات مشتركة تنهي الأزمة وتوقف من إراقة الدماء وتخفف من حجم الكارثة الإنسانية والمجاعة وإنعدام الأمن الغذائي .

فعندما ننظر الى محاولات  السعودية والأمارات في التعاطي مع الأطراف والكيانات والأحزاب السياسية في توحيدها وجمعها وإحتوائها تحت رأية المجلس الرئاسي لا سيما وهي تدين بالولاء وتقاتل مع مشروع التحالف العربي ولاكن لكل طرف مشروعه  وأهدافه المرسومة وأيضاً أجراء التعديلات المباشرة على مؤسسة الرئاسة ( الرئيس - نائبه ) وتشكيل المجلس الرئاسي بإعتباره خطوة جريئة قامت بها التحالف ورسالة واضحة من قبلها لإقناع الحوثيين بالدخول بحوار مباشر مع المملكة العربية السعودية ووضع خطوط عريضة من خلالها يستطيع كل طرف إن يرسم سياساته ويتعاطى مع الطرف الاخر من خلال الجلوس على طاولة الحوار وفرض ما أستحال تحقيقة بالحرب وفرضة بالقوة من الممكن إن يتحقق بالسلام وهذا يعتمد كلياً على تقديم المزيد من التنازلات من قبل جميع الأطراف لمصلحة الشعب بعيداً عن أيا حسابات أخرى

وبالتالي عملية التحول السياسي التي طرأت على المشهد من خلال التطورات الحاصلة قد ربما تتحول الى أهداف حقيقية وواقعية وخطط تكتيكية وعملية مزمّنة تتماشئ  مع الخطط الإستراتيجية التي  رسمت بتخطيط متقن ومدروس وبدقة عالية وصار خيار تنفيذها مسألة وقت لا أقل ولا أكثر ولاكن يبقئ السؤال ؟؟؟هل هناك جدية ومصداقية من قبل التحالف العربي للتعاطي مع الموقف المتخذ بجدية على مختلف الأصعدة والإتجاهات السياسية والإقتصادية والعسكرية والدفع بكل الامكانيات المتاحة والوسائل المتخذه والتي من شأنها إن تحدث تحول حقيقي وواقعي على الأرض ينعكس إيجاباً على حياة الشعب ويحدث إستقرار سياسي وإقتصادي وإعادة النظر في تصحيح الأخطاء والإختلالات التي حصلت في السابق وتقويم السياسات المتخذه سابقاً  وخصوصاً في المناطق  المحررة (المحافظات الجنوبية) التي عانت بشدة خلال الفترة السابقة نتيجة وجود التباينات والإزدواجية في التعامل من قبل (التحالف العربي) وأيضاً (الشرعية والمجلس الإنتقالي الجنوبي) والذي أثر بشكل كبير على حياة الناس إقتصادياً وتنموياً ونفسياً ومعنوياً الى حداً لايطاق وبحكم إن هذه المناطق تحت سيطرة التحالف وشركائه فلابد على الجميع تحمل مسؤلياته والقيام بواجباته خلال المرحلة المقبلة دون أيا أعتبارات أخرى .

ومع صعوبة تحقيق فرص السلام الحقيقية والتي لاتزال ضئيلة  خصوصاً مع الجانب الحوثي الذي يضهر عدم رضاه بكل ما تم إتخاذه من تغيرات في العملية السياسية وعملية التحول السياسي التي جرت مؤخراً والتي تتمثل بتغيير رئيس الجمهورية ونائبة وهذه  التغييرات في المنظومة الرئاسية هي رسائل حسن نوايا من قبل التحالف العربي يثبتها للطرف الحوثي بصدق نواياه لتحقيق السلام ووقف الحرب وتمهيد الطريق لتهيئة الظروف الملائمة للدخول في عملية سلام شاملة ترضي كل الأطراف المتصارعة للدخول بحوار جدي يفضي الئ إنهاء الصراع ووقف الحرب في اليمن من خلال الدخول بتسوية شاملة .

لاكن ما أثار غضب الحوثيين هو ما قامت به المملكة العربية السعودية في توحيد الصف  لجميع الأطراف المناوئة لهم  والتي تدين بالولاء للتحالف العربي والمشاركة بالحرب ضد مشروعهم وأعتبر الحوثيين هذه المشاورات والترتيبات التي جرت في الرياض مهزلة ومسرحيات إستفزازية وانه لابد من حوار يمني يمني بعيداً عن التدخلات و الإملاءات الخليجية السعودية والإماراتية .

وهذه الشروط التي يضعها الحوثيين ربما قد تفشل عملية الحوار ومساعي السلام التي قدمت والتي ترعاها أطراف إقليمية ودولية وأممية وبالتالي قد تفشل خيارات النجاح مبكراً دون تحقيق أيا نتائج تذكر وربما قد تكون هذه الهدنة المعلنة من قبل التحالف والتي دعئ لها من طرف واحد هي ما تتيح الفرصة  للحوثيين بترتيب انفسهم وتعزيز تواجدهم وحضورهم  بقوة أكثر من أيا وقتاً مضى .

الرائد /  بكيل البشيري

مقالات الكاتب