ماذا بعد تهديدات الحوثي للسعودية؟؟!
منذ نحو شهر وأكثر، وبالتحديد منذ صدر قرار البنك المركزي اليمني التابع للحكومة اليمنية المعترف بها إ...
شاهدت بشكل كامل الحوار الذي أجراه قبل يومين السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر مع إحدى القنوات وكما هومعلوم فهو الشخص المعني بملف اليمن والمعبر عن سياسة السعودية ومتروك له التصرف إلى حد كبير .
ورغم أن الحوار الذي جاء في حوالي ساعة وسبعة وثلاثين دقيقه كان شاملا ًوناقش الكثير من القضايا اليمنية التي بدا من خلالها السفير ملما أويكاد بالشأن اليمني لقربه منه منذ تعيينه عام ٢٠٠٩م ملحقا عسكريا في السفارة السعودية باليمن وبعدهاعند تعيينه في٢٠١٤م سفيرا فقدشهد الكثير من الأحداث منذ ذلك الوقت جعلته الأقرب سعوديا للملف اليمني وللشخصيات اليمنية التي يتعامل معهاكمكونات أو مسؤولين أوقبائل وعسكريين .
هناك الكثير ممايمكن التعليق عليه في هذه المقابلة الطويلة لكن مايعنيني فيها تحديدا هو تعليقه على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي باعتباره أول تصريح رسمي سعودي حول مجريات حدث تفويض هادي لصلاحياته بعد كل الأنباء المتداولة عن ذلك في الإعلام المحلي والدولي حيث سأله المذيع، من صاحب القرار فأجاب الحكمة اليمنية مضيفا إن الفريق السياسي اليمني في مشاورات الرياض التي رعاها مجلس التعاون الخليجي ناقش ثلاثة مقترحات من بينها مجلس رئاسي ومقترح نائبين من الشمال والجنوب تنقل لهم السلطة ومقترح آخر وهو هيئة استشارية لديها بعض صلاحيات الرئيس .
محيلا ماحدث من تشكيل للمجلس الرئاسي إلى الحكمة اليمانية قائلا إن اليمنيين طلبوا دعم مجلس التعاون والسعودية وجلسوا جلسة مصارحة مع الرئيس هادي لإقناعه بنقل السلطة .
وعندما قال له المذيع :كيف قبل الرئيس هادي بنقل السلطة، أجاب السفير السعودي إن الوضع في اليمن كان معقدا وصعبا وإن اليمنيين كانوا يتواصلون معنا حول ذلك مضيفا أن السعودية كان لها دور في إقناع الرئيس .
وعندما سأله المذيع ماهو دور السعودية في ذلك أجابه : دور السعودية في هذا القرار هو نفس دور السعودية في إقناع علي عبدالله صالح للتخلي عن السلطة ونقلها إلى نائبه في٢٠١١م.
وعندما قال له من اختار الثمانية رد السفير اليمنييون أنفسهم فسأله ما الجامع بينهم أجاب يجمع بينهم حب وطنهم ورغبتهم في الحوار والسلام مع الحوثي .
هذه هي الرواية الرسمية السعودية لماحدث في الرياض في السابع من أبريل من إعلان هادي نقل السلطة لمجلس القيادة الرئاسي وهي في كل الإحوال إحدى الروايات التي ستكتب في كتب التاريخ كما قيلت من قبل واحد من أهم الشخصيات السعودية العاملة في اليمن والذي كان أحد الأشخاص الذين يتفاوضون مع الرئيس هادي خلال السنوات الماضية في جميع الملفات وبحسب مصادر فقدكان أحد الذين تفاوضوا مع هادي لنقل سلطاته وإعلان بيانه وهولم ينكر دور السعودية في المقابلة.
وبغض النظر عن هذه الرواية مقارنة بمانشرته وسائل إعلام دولية حول إكراه هادي على تفويض سلطاته ونقلها لمجلس الثمانيةومادار من نقاشات بين المكونات السياسية في الرياض من عدم علمهم بماجرى من نقل للسلطات إلا عندما طلب منهم التوقيع على ذلك فإن الرواية الرسمية السعودية حول ماجرى أصبحت موثقة ومكتوبة أوهذا ما أرادت له الرياض أن يقال حول أبرز حدث خلال السنوات الماضية منذ إعلان الحوثي سيطرته على صنعاءوإطلاقهاعاصفة الحزم.
لا رواية يمنية في أحداث تفويض هادي سلطاته سوى مايتداول في لقاءات السياسيين اليمنيين الذين حضر بعضهم وقائع الحدث حول المفاجئة الكبيرة التي فوجئت بها المكونات السياسية عند طلب توقيعاتها على نقل السلطة في أحد القصوربالرياض على بيان إعلان رئاسي لم يكن يعرف عنه أحد شيئا كما نقلت الكثير من المصادر المتطابقة.
أدرك تماما الإجماع اليمني على سوء أداء هادي وسلبيته خلال سنوات رئاسته والرغبة اليمنية الشاملة في وقف الحرب ,لكن ماحدث لايبدو على الأقل في المدى القريب قادرا على تحقيق شيء ذي بال أو العبور نحو سلام مستدام فماأراه أمامي يؤشر على أن المرحلة القادمة لن تكون أسهل ممامضى إن لم أقل بأنها ستكون صعبة وإن رافقها بعض المتغيرات التي يحاول صناعها القول بأنهم أنجزوا شيئا.