ماذا بعد تهديدات الحوثي للسعودية؟؟!
منذ نحو شهر وأكثر، وبالتحديد منذ صدر قرار البنك المركزي اليمني التابع للحكومة اليمنية المعترف بها إ...
مر ت ثلاثة أساببع تقريبا على إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي المفاجئ تفويض أونقل سلطاته إلى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وعضوية سبعة أشخاص أقل مايمكن أن يقال عن بعضهم إنهم قادة مليشيا ولاشيء آخر له علاقة بشكل دولة أوشيء من هذا القبيل.
شيء واحد قديجمع الثمانيةوهو أن النصف منهم فريق السعودية والنصف الآخر فريق الإمارات وهو مايعود بالإزمة إلى جذورها وهي التدخل الخارجي المستمر في اليمن الذي لن يفضي إلا إلى تشرذم وانقسامات قد تؤول بالبلد إلى التجزئة والتفكك.
وبغض النظر عن التسميات والأسماء أولا وعن الطريقة التي تمت بها الهندسة الغامضة والتي كان من الواضح أنها طبخة مفصلة على مقاس حاجة السعودية للخروج من الحرب التي استغرقت ثمان سنوات حتى الآن دون أن تحقق أيا من إهدافها بل إنها وجدت نفسها محاطة بالخسارةمن كل مكان في ظل تفوق محور إيران والحوثيين الذين تمكنوا من تهديدها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وهو ما قوض استقرارها الإقتصادي ومشاريعها المعلنة وخطط ولي العهد السعودي .
بحسب تقص قمت به استغرق أياما فإن مانشر في السوشل ميديا حول الطريقة المسرحية التي تم بها الضغط على الأحزاب اليمنية والرئيس هادي ونائبه علي محسن في أحد القصور الملكية كانت صحيحة وقد وصلت إلى شهادات ومصادر متعددة تتحدث عن ذلك مع تضارب في بعض التفاصيل وهو شيء يصيب المرء بالذهول وقد تم ذلك بشكل سري دون أن يعرف أي من الأشخاص المعنيين شيئا من ذلك فلم يكن أحد مطلع على تلك الهندسة إلا عندما سمعها في القصر الذي تمت فيه العملية التي كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاضرا رئيسا فيها كما أكدت صحف غربية ومصادر كثيرة.
وقعت الإحزاب بعد معارضة من لا يستطيع المعارضة للأسلوب الذي تمت من خلاله العملية القيصرية كما وصفها أحد المنافحين عنها وخرج بعض الموقعين يقولون بالحرف إن ماتم كان جيدا ومتوافقا مع مايريدون ويتهامسون فيما بينهم بذلك رغم أن ماحدث كان مهينا للكرامة الشخصية وقبلها الكرامة الوطنية وانتهاك لسيادة اليمن وتفريط بها لكن ماذا يمكن أن يفعل المقيمون في فنادق الرياض منذ ثمانية أعوام؟!
الطبخة الأخيرة التي أعادت هندسة الشرعية بتحالفها يراد لها أن تنجح وقد حشدت لها السعودية الدعم السياسي والإقتصادي والإعلامي تحت مبررات كثيرة بينها ضيق المكونات السياسية اليمنية بالرئيس وحاجة الحرب إلى متغير جديد بعدثمان سنوات من الفشل وقد وجد ذلك رضا وقبولا واسعا من طيف غير قليل من الشخصيات اليمنية التي وجدت نفسها مقصية من العمل الحكومي ومستبعدة من اللقاء بالرئيس هادي الذي ترك جزءا كبير من إدارة شؤونه وشؤون الرئاسة لأبنائه كما تقول كثير من المصادر وامتنع عن إدارة شؤون الحكم .
الآن وقد عاد الجميع إلى عدن وأدوا يمينا دستوريةأمام البرلمان المتوقف عن العمل منذ سنوات وبدأت لجنة التشاور والمصالحة في اجتماعاتها وبذات الطريقة التي تم بها الإعلان الرئاسي تم أيضا الإعلان عن هيئة رئاسة لجنة التشاور والمصالحة بالتفويض .
لاجدال أن اليمنيين يبحثون عن نافذة للأمل والسلام بعد ثمان سنوات من الموت والدمار والفشل.
لكن السؤال هنا هل يكون طوق النجاة مرسومابيد ذات النخبة والدول التي أدارت الحرب خلال السنوات الماضية وهل يعقل أن تتمكن نفس الأدوات التي فشلت في ثمان سنوات من إدارة المسألة برمتها والتقدم خطوة واحدة نحو الأمام ؟!
شخصيا أشك في ذلك ، لكن لن أمنع المتفائلين من تفائلهم و ليس علينا أن ندخل جميعا في حملة التكاذب والرومانسية المدفوعة والمجانية .