عدن حلوة رغما عن طروفها ومعاناتها

أجد أنني ملزماً بأن أكون منصفاً في حق عدن، هي حلوة رغماً عن ظروفها ومعاناتها هي عدن كما عشقناها في أحلك ظروفها ولم تكن لنا أحلك مما كانت عليه في 2015.

من يتجول في شوارعها هذه الأيام يجد إزدحاماً في أسواقها يدل على إستقرار أمنها رغم ما يحاك ضدها وسعي غرباء عنها بتصويرها بأنها ليست آمنة !!! فأنا لم أعد ألتفت إلى ما يقولون بل ألتفت إلى جندي معبراً بين شفتيه بإبتسامة طفيفة وشعار العاصفة أو الحزام على أحد كتفيه ورجل مرورواً ينظم سير حركتنا بإيديه .. هي عدن مهما حاول الغرباء وصفها أو تصويرها.

عزمت في مهمة عمل فجراً منذ يومين أرافق مديري سالم الوليدي مررت على جولة حجيف لأجد صديقي اكرم الشرفي منهمكاً هو وعماله في ترميم الجولة .. هو اكرم كما عرفته لا يروق له الا أن تكون عدن جميلته ومعشوقته في أجمل صورة لها وهذه بدايات يومي الجميل بشوفة اكرم.

مررت في شوارعها مع بزوغ الشمس وجدت هنالك عاملاً منشغلاً في إعادة رسم خطوط المشاة ألقيت التحية لم يسمعني فعذرته فهو أيضا يسارع الوقت حتى تصبح معشوقته أجمل فهي عدن، وجدت كذلك عمالاً يستبدلون الانارة في خطها البحري وآخرين يستبدلون بعض طبقات الإسفلت المنهكة.

هي عدن ببساطتها وعفويتها بمعاناتها وحزنها تبتسم، أنهمك أهلها في إحيائها وأما غربائها منهمكين في محاولة قتلها ولم يدركوا بأنهم لن ولم يفلحوا !!!

"هنالك شيء جميل رغم سهرنا لتعبئة الماء ورغم إنشغالنا في تدبير قوت اطفالنا، ولكن أن تجد رجالاً تتحدى الواقع لتبقى عدن أجمل فهذا شعور عظيم وجرعة أمل وتفاؤل قد يكون عنوانه المستقبل أفضل"

كل الشكر لكل الجنود المجهولين في هذه المدينة

نوار أبكر
الثلاثاء / 26 أبريل 2022

مقالات الكاتب