بروق الأمل

عندما تحبس السماء قطرها يعم ربوع الأرض القحط، تنعدم المياه على سطحها، تموت الشجر واقفة، تتصحر الأودية، تهاجر الطيور القادرة، أما غيرها ستلاقي مصيرها المحتوم إلا من أراد لها الله الحياة، فهو الرازق سيسخر لها رزقها بحكمة وإتقان، الحياة تصبح صعبة جداً جداً لقساوتها، وإنعدام مقومات البقاء.

تتعلق القلوب وتتجمد العيون في السماء على أمل ويقين بأن رحمة الله لا تنقطع، ولعل السماء تجود بغيثها لتعيد للحياة رونقها، وللأرض ابتسامتها، ولما عليها بهجتهم وسرورهم، تمر الأيام تصبح البروق الخافتة أكثر وضوح، وتتراكم السحب بالسماء الجرداء، إلا أن الأقدار الربانية تحول على نزول المطر لحكمهِ وتقدير منه، الأمل لم ينقطع، يظل يحذونا برضاء وقبول؛ لأن الله عليماً وكريم، وبكرمه وقوته يعم الخير الوفير بزمن قصير.

لكن!! 
ماذا عن البشر؟
صراعات وحروب واغتيالات ومجاعات وهجرات للقادرين.
فماذا عن العاجزين الضعفاء؟
لاشك بأنهم سيواجهون مصيرهم المحتوم أشبه بتلك العصافير الزغباء التي لا قوة تمتلك بمواجهة العواصف والأعاصير العاتية، غير قوة الله.
نعم تتجمد العيون على الشاشات لعل هناك من خبر يبشر بانفراجة قادمة، ولعل هناك بوارق أمل تُشاهد، وحكّام يخطون خطوات واثقة وعلى عجَل لإيجاد حلول سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الناس المحبطين بركام المعاناة والأحزان الذي تعتصر أجسادهم المنهكة تنمي مشاعر الاطمئنان عن القادم، إلا أنها وللأسف خطوات متعثرة، وهامات تتأرجح نحو مصالح واعتبارات شخصية مجردة عن المسؤلية والقيم الإنسانية.

نعم حوارات ومؤتمرات ومشاورات توعد بالخير، لكنها ماهي إلا عبارة عن تمثيليات ومسرحيات تُعرض فقط على الشاشات بهدف الخداع والتسويف والمماطلة.
الأيام عصيبة والضروف قاسية والمعيشة أكثر تدهور، لا وجود إلا لوعود وردية على المداء البعيد.

بعد انقضاء شهر رمضان بمرارة أيامه ولياليه التي اعتاد العباد على روحانيتها، إلا أن السياج الأعظم من الناس عكّرت عليهم المعيشة حلاوة ليالي رمضان، وحولتها إلى جحيماً لا يطاق، وها هو العيد أيضاً تطلّ أيامه والغلاء الفاحش يكشر أنيابه مغيباً الفرحة الكبرى التي تتوعد لها الطفولة والكبار على حداً متوازي، فهي الأخرى تنذر بحزن عميق وأيام تخيم فيها الكآبة بالسبب نفسه (الغلاء).

أيها الساسة الراسخون والقادة المخلصون أين الوعود بالانفراجة الوشيكة والتغيير إلى الأحسن التي كانت بمثابة بروق أمل تلوح على الأفق عند الجميع؟

مقالات الكاتب

الصالح والمُصلح

تجنباً منا للإطالة دعوني أعمل مقارنة بسيطة بين الصالح والمُصلح، الذي اخترتهما عنوان لمنشوري هذا. فمن...

هل هي القاضية؟

ناضل شعب الجنوب الأبي طيلة حقبة زمنية امتدت من عام 1994 إلى تلك اللحظة، قدم خلالها خيرة شبابه أضاحي...

عتامة المشهد

الظلام الحالك ما زال مخيم على المشهد اليمني، شعب متطلع لانفراجه بعد كل تلك الحوارات التي لن تتعدى نت...