بروق الأمل
عندما تحبس السماء قطرها يعم ربوع الأرض القحط، تنعدم المياه على سطحها، تموت الشجر واقفة، تتصحر الأودي...
تجنباً منا للإطالة دعوني أعمل مقارنة بسيطة بين الصالح والمُصلح، الذي اخترتهما عنوان لمنشوري هذا. فمنهو الصالح: هو الانسان ذات الخلق القويم والشمائل والقيم النبيلة والأسوة الحسنة، هذه الصفات وغيرها من المكارم لا تكتمل إلا برجل واحد فقط هو سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لقد كان قبل نبويته يتمتع بمكانة عالية بين قومه، وكان حاكماً عادلاً وإنساناً رحيماً وصوتاً مستجاباً وقائداً حكيماً، لقُبّ بالصادق الأمين. وفمن ذلك نستخلص القول بأنه كان صالحاً، لكن سرعان ما حدث تحوّل في العلاقات العامة بينه وبين قومه بسبب المهمة العظيمة الذي انُيطت إليه من الله سبحانه وتعالى وهي التبليغ بالرسالة الإلهية التي بموجبها تحتكم الأمة، وتوحيد الألوهية والقضاء على مفاسد الجاهلية، وأصبح عليه الصلاة والسلام عدواً لقومه لسبب تحوله من صالحاً إلى مصلحاً.
والمُصلح هو من يدعو إلى تغيير جذري للمجتمع بكافة مناحي الحياة. لهذا لا ننكر وجود الصالحين في وقتنا الحاضر فهم كثر، لكن متى يتحول أولئك الصالحون إلى مصلحون؟ متى نراهم على أرض الواقع يقرعون الأجراس، منادين إلى محاربة الفساد والمفسدين؟
متى نراهم وهم قادة للإصلاح لا أجرينا لونه غير أجر الله وحب الأمة لهم؟
أيها الصالحون؛ الأمة في خطر، مجاعة، اختلالات اجتماعية، فساد ولاة الأمر والقضاء، إلى متى الصمت؟
لقد حان الوقت للإصلاح، لا ينفع الندم بعد الانهيار المتوقع.....
سمير القاضي