لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المناضل عبد ربه سالم معور الربيزي الذي وافته المنية يوم أمس وهو في طريقه من سيئون الى مدينة حطيب قادماً من جمهورية مصر العربية التي جمعتني معه في آخر لقاء بيننا في منزلي بالقاهرة بتاريخ 24 فبراير من هذا العام.. وكنت قد عرفته في عدن وصنعاء وسورية وغيرها من البلدان…
والشيخ عبد ربه امتداد لأسرة المناضل الثائر علي معور الذي قاد الانتفاضة الشعبية في بداية الخمسينات ضد الاحتلال البريطاني وعملائهم في المنطقة، لأنه رفض السماح بدخول القوات البريطانية الى حطيب ودارت معارك عسكرية حينها واستخدم البريطانيون كافة أنواع الأسلحة وفي المقدمة الطيران الحربي الذي دمر القرى بما في ذلك منزل الثائر علي معور..
وقد تعرفتُ الى والده سالم علي معور في نهاية أغسطس من 1969م أثناء افتتاح طريق الري بين أبين وشبوة، وقام بافتتاح الطريق حينها المناضل محمد على هيثم رئيس الوزراء وبمشاركة عدد من المسؤولين والمواطنين. وبعد الافتتاح تم التوقيع على صلح بين القبائل ينهي بموجبه أعمال الثأر وقد رحّب الجميع بهذه المبادرة وبهذا الصلح وكان ذلك نهاية لأعمال الثأر في المنطقة.
وتقديراً لدور هذه الأسرة المناضلة وتاريخها الكبير فقد قمت في عام 1983م بزيارة مركز حطيب وأذكر أنني تسلمت خلال الاحتفال بندقية الثائر الوطني علي معور وقد شعرت يومها بأنه يهديني قطعة غالية على قلبه ويسلمني أمانة تاريخية وذكريات غالية لا تقدر بثمن..
إن رحيل المناضل الشيخ عبد ربه سالم معور خسارة كبيرة للوطن الجريح الذي هو بحاجة لرجال من أمثاله لما يعانيه من صراعات وحروب طوال السنوات الماضية.
تعازينا الحارة لأسرة الفقيد المناضل ولكافة آل الربيزي ولجميع محبيهم وذويهم في داخل اليمن وخارجها.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته..
وإنا لله وإنا إليه راجعون