السعودية وأهميتها في سوق الطاقة والاقتصاد العالمي

اصبحت المملكة العربية السعودية لاعباً اسياسياً رئيسي في سوق الطاقة والاقتصاد العالمي وخصوصاً بسيطرتها على زيادة وتخفيض الإنتاج النفطي الذي بدورة ينعكس عالمياً على ارتفاع او انخفاض الأسعار ، السياسة دائماً تقودها المصالح ،ونرى ما يجري اليوم في العالم من تناقضات لدول كبرى وخصوصاً بعد الحرب الروسية الاوكرانية .

امريكا ترى انها القوى المهيمنة عالمياً وفي ذات الصعيد نجد روسيا تنافسها وتسعى لفتح خطوط تواصل وتجديد وخلق علاقات مع دول عربية تعتبرها امريكا من اهم حلفائها في الشرق الأوسط و إذا كانت روسيا ترى انها دولة عظيمة وأمريكا ترى نفسها ايضاً دولة عظمى فالسعودية اليوم هى الدولة العظمى عالمياً وكلى الدولتين في امس الحاجة لعملاق الطاقة ومن يتحكم في مفاتيح اقتصاد العالم .

ما ترجوه امريكا اليوم من السعودية في ظل زيارة الرئيس الامريكي في الاسبوع القادم بعد زيارته لاسرائيل زيادة انتاج النفط ، ونجد ان عدم زيادة انتاج النفط من قبل السعودية يصب في مصلحتها،و كلما ارتفعت الاسعار سوف تكون في صالح الدول المنتجة ومنها روسيا ، فمصلحة السعودية عدم زيادة الانتاج ، الا في حال تحقيق مصالحها وتأمين المنطقة من المد الايراني وقطع يده بأنهاء الحوثي في اليمن .

اما في الداخل الامريكي نجد الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين كبير جداً فلوبي النفط بيد الجمهوريين ومصلحتهم عدم زيادة السعودية لانتاجها وذلك لاستخدام هذه النقطة ضد الرئيس بايدن والديمقراطيين في الانتخابات القادمة .

اما في الجانب الاوروبي وروسيا فقد أكدت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الأربعاء أنه لا يمكنها ضمان حسن سير خط أنابيب الغاز نورد ستريم الذي يربط روسيا بأوروبا قائلةً إنها ترى أن فكرة عودة أوروبا للفحم كمصدر بديل للطاقة فكرة جيدة فالحضارات تعيد اكتشاف نفسها بالرجوع إلى تاريخها العظيم .

وهذا التصريح تهديد واضح من روسيا لأوروبا بايقاف ضخ الغاز الروسي ، وقد يشكل هذا ضغط كبير على دول الإتحاد حيث اصبح قيمة اليورو موازي للدولار وهذا لم يحصل منذ عشرين عام ، وهو مؤشر سلبي لانهيار اليورو وقد يؤدي هذا الضغط الى تفكك الإتحاد الاوربي لتسعى كل دولة لتحقيق مصالحها ومصالح شعبها .

فهل ستستمر امريكا بسياستها في المنطقة ، وهل ستعمل على حل او انهاء الاتفاق النووي الايراني بحضور سعودي على طاولة المفاوضات وتقطع ايادي ايران في المنطقة ، وخصوصا في اليمن ولبنان والعراق وسوريا .

خلاصة ما ذكرته فأن مصالح السعودية هي الفيصل في كل قرار تتخذه قيادتها بعد زيارة الرئيس الامريكي ، وستنعكس مخرجات الزيارة على الوضع في المنطقة والعالم .

مقالات الكاتب