واسأل نفسي
#وأسأل_نفسي!فتحي بن لزرق"إن الحياة كلمة وموقف، الجبناء لا يكتبون التاريخ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن...
أضاع اليمنيون بلادهم واليوم يبحثون عنهم في الذكريات وفي التسجيلات المرئية عن هذه الدولة التي كانت بين أيديهم ذات يوم .
وذات يوم أيضا خرج الكثير منهم إلى الساحات مطالبين بإسقاطها .
أرسل لي زميل هذا الصباح تسجيلا لعرضا عسكريا مهيبا في صنعاء قبل سنوات طويلة من اليوم.
قال لي :" شاهدته وبكيت..
أرسل لي نسخة منه شاهدته ومثله بكيت.. غرقت عيناي بالدموع ..
قلت في قلبي
أصعب الأشياء ان يتحول الماضي هو حلم مستقبل الحاضر وهذا مايحدث في اليمن اليوم.
وفي اليمن لايزدهر إلا الماضي ، لايتحدث الساسة إلا عن الأوهام ويتركون الناس تجري بعد هذه الأوهام ليعودون لاحقا للبحث عن الماضي ولحظتها لايكون لهم لامستقبل قادم ولا ماض باق.
حتى العام 2011 كانت لليمنيين "دولة" فلماذا ثاروا ..!!؟
سرنا انا وصديق لي قبل أيام على طول ساحل أبين وكان الساحل أشبه بسواق حراج كبير من الفوضى ..
قلت له :" تصدق انه وحتى 11 فبراير 2011 ، كان من الصعب ان يسمح لمتعاطي قات واحد بالجلوس على طول هذا الكورنيش الطويل الطويل..
كانت الشمس تقترب من الأفول قلت له :" وحتى 2011 لم يسمع اليمنيون قط ان طائرة ماتخلفت عن الطيران أو ان موظف لم يتسلم مرتبه أو ان كهرباء ما قطعت عن مدينة أو ان حقا خاصا اخذ كانت الحياة تمضي على مايرام فلماذا ثار هذا الشعب؟ .
حتى العام 2011 لم يسمع "اليمنيون" بالسعوديين والإماراتيين والسودانيين إلا في نشرات الأخبار وسباق الهجن والحروب الأهلية ..
كانت الكذبة الأولى في اليمن "جنوبا" حينما خرجت قيادات الحراك إلى الساحات واعدة الناس بعودة الماضي ..
قالوا للناس :" سنعيد لكم الماضي .. لم يسأل الناس كيف سيعود الماضي ؟ وكيف يعود مامضى خرج الناس توقا للماضي الذي يعود ليكتشفوا بعد سنوات طويلة ان المتحدثون عن الحرية صاروا سجانين وان المتحدثين عن النزاهة صاروا لصوصا وان الوطن الموعود صار خرابة كبيرة وان الماضي لايعود إلا في روايات الأطفال.
وفي اليمن كانت الكذبة الثانية في صنعاء حينما خرج ثوار 2011 ليخربون البلد ، قالوا عن جيش اليمن المشكل من قرية وبيت انه جيش عائلي وقالوا للناس ان الغد سيكون أفضل من اليوم.
ومثلما خرجت الناس جنوبا قبلهم بسنوات خرجت الناس شمالا وجنوبا مصدقين الكذبة الكبرى ، هاجموا المعسكرات ودمروا الطرقات ونهبوا المؤسسات .
قالت لهم توكل كرمان يومها :" أنهم كل مازادوا قتيلا كل مارسموا طريقا صوب المستقبل ولو أنهم سألوا أنفسهم أي مستقبل وطن مزدهر يبنى بكل هذا الخراب..
وساد الخراب ولم يتغير اليمن ، تغيرت "توكل" فقط والعشرات من أمثالها فقط ، صارت حياتهم مرفهة اما اليمن كانت تنزف وتنزف..
صارت "كرمان" من سيدات الأعمال ، وصار الشعب كله فقير..
وفي اليمن كانت الكذبة الثالثة حينما خرج ذات يوم "عبدالملك الحوثي" محشرا مدبرا يريد جر اليمن إلى ماقبل الثورة والتاريخ والإنسانية .
كذب "الحوثي" على أنصاره واعدا إياهم بالعيش الرغيد وصدقه بعض المغلوب على أمره.
كان "الحوثي خنجرا ثالثا يغرز في جسد هذه المسكينة اليمن ..
وبعد سنين طويلة طويلة أفاق اليمنيون على 3 من المآسي فلا جنوب انفصل ولا ثورة شباب أزهرت في اليمن ولا حوثي صدق بوعده..
يقف "اليمنيون" اليوم ولسان حالهم يقول :" سلام الله على الدولة وشعارهم عودة الدولة ولا شيء غير الدولة ..
ويتفق العقلاء فيهم ان الحل في اليمن لن يكون إلا بعودة الدولة التي فقدوها وهي ليست دولة صالح ولكنها دولة الجميع دولة النظام والقانون والمساواة ..
ولا منجأ لليمن كله اليوم إلا بالدولة ولا شيء غير الدولة..
الدولة التي تصرف رواتب الناس وتحفظ حقوقها .
الدولة التي تحفظ لنا احترامنا وادميتنا.
الدولة التي هي الدولة
ابحثوا عن اليمن لعلكم تجدونها.
#فتحي_بن_لزرق
1-أغسطس-2018