السنوار .. شهيد طوفان الأقصى
كان يوم السادس عشر من شهر أكتوبر يوماً كئيبا وحزيناً على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية...
تلقينا بيالغ الحزن والأسى نبأ وفاة القائد اللواء أحمد صالح عليوة بعد معاناة مع المرض لفترة طويلة في جدة..
ويعتبر الفقيد أحد القادة العسكريين الجنوبيين البارزين الذين أسهموا إسهاماً بارزاً في بناء القوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كما ساهم في تأسيس اللواء الجديد 22 وكان رئيساً لأركانه بعد خطوة 22 يونيو..
كان مشهوراً بانضباطه العسكري العالي الذي عكسه على كل تلامذته ومرؤوسيه في الوحدات العسكرية، وجسّده بشكل كامل في قيادته للكلية العسكرية التي خرّجت معظم القادة العسكريين.
أخذ دورة ضباط في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي في الاردن ثم تدرج في قيادة الكتائب والألوية المختلفة.
أُهمل كبقية القادة العسكرين وتعرض لعدم الوفاء والخذلان من الدولة في أواخر أيام حياته إلى أن توفي اليوم في جدة، رحمه الله.
وقد تعرفتُ إليه في عدن عندما كان قائداً للكلية العسكرية مصنع الرجال والأبطال وفي مختلف مراحل تطوره واستلامه للعديد من المناصب.. كما انتقل معنا بعد أحداث يناير 1986م في عدن مع بعض الالوية الى صنعاء حيث حرص على إبقاء تلك الألوية متماسكة في معسكر السوادية وغيره من المعسكرات في تعز ومأرب وأعاد بناءها وحافظ عليها حتى قيام الوحدة، وكان مثالاً للانضباط وطهارة اليد ونقاء السريرة والصدق مع نفسه ومع الآخرين.
وبوفاته خسر الوطن والشعب والقوات المسلحة قائداً عسكرياً نزيهاً مخلصاً، تعازينا الحارة لكافة أفراد أسرته ومحبيه وذويه سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته..
وإنا لله وإنا إليه راجعون