الإنسان المتعلم ودوره في بناء الاوطان

الانسان المتعلم يمثل حجر الزاوية في أي عملية تغييرية يراد تحقيقها وبلوغها ، فلاهناك ثمة وصفة سحرية لمعالجة المشكلات الوطنية المزمنة أو المستعصية ، أفضل من تعليم الإنسان وفتح ٱفاق المعرفة له كي ينهل من علومها وتجاربها ، وكي يتعلم ويستفيد ويبحث في ما أفرزته الحضارة الإنسانية من خبرات وتجارب ونماذج ناجحة عادت بأكلها على كل باحث جاد ، وكل متعلم مجتهد ، وكل مجتمع سلك درب العلم والمعرفة ..
فما من شك أن الدول القوية المزدهرة  في الحاضر إقتصاديا وصناعيا  وديمقراطيا وعسكريا ، ماكان لها تحقيق هذه الريادة والهيمنة في شتى النواحي ، لولا انها أولت التعليم اهتمامها الأكبر وأنفقت في سبيله المال الطائل ..
فالتعليم والاهتمام به من الحكومات و المجتمعات ، مثل فاتحة للقضاء على مشكلات وأزمات وطنية ومجتمعية لطالما حالت واعاقت مسيرة تلك الدول القوية المتربعة اقتصاديات العالم ، وبالمقابل حين قل دعم وتشجيع الانسان المتعلم من الحكومات والمجتمعات ، كان ولابد  من تخلف هذه الدول القابعة في قاع مشكلات الفقر والبطالة والمرض والجوع والقمع والخوف والحروب  وغيرها من المشكلات البارزة المهيمنة على سلوك وتفكير المجتمعات المتخلفة ،
وياليت حكوماتنا اليوم تخصص من المال أوتهتم ببناء أجيال متعلمة بما تعنيه الكلمة من معنى لتكون قادرة على العطاء والابداع وفي مختلف ميادين الحياة المعاصرة ..
نعم أجيال يستلزمها زرع الثقة في نفوسها ، لكي تسهم في صنع الغد الأفضل ، بشكل ايجابي يتناغم مع طبيعة الٱمال المعهودة اليه ،وينتظر تحقيقها الوطن والمجتمع 
فما من تغيير حقيقي إلا ويسبقه تهيئة وعمل دؤوب في مضمار رفع كفاءة التعليم .
لكونه أساس أي بناء وأصل اي عملية تغيير تؤدي الى غاية عظيمة عمادها الانسان المتعلم المتحرر من ربقة أغلال الجهل والفقر والتخلف والاستعباد والتبعية والحروب ، ليلتحق بركب الحداثة والتطور والاستقرار والسلام والتنمية ،
وهذه وصفات لاتدركها غير المجتمعات المانحة شبابها وأطفالها فرصة التفكير والتحليق في سماوات المعرفة والابداع والاستكشاف والخيال لعوالم بلامنتهى .

# علوي سلمان

مقالات الكاتب