لبنان تحت النيران
لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...
غيّب الموت الصديق العماد إبراهيم الصافي، نائب وزير الدفاع السابق في الجمهورية العربية السورية، بعد صراع مع مرض أنهكه في السنوات الأخيرة.
والعماد الصافي من الشخصيات السياسية والعسكرية والوطنية البارزة في الوطن العربي، كان له دور كبير في تثبيت أركان الدولة السورية، وشغل العديد من المناصب السياسية والعسكرية، ونال جوائز وأوسمة وميداليات خلال فترة عمله الطويل تقديراً لدوره في خدمة وطنه سورية..
تعرفت إلى العماد عندما كان قائداً للفرقة الاولى، كما عرفته بعد أن أصبح نائباً لوزير الدفاع، وفي نهاية خدمته شاركت في حفل التكريم والوداع الذي أقيم له في وزارة الدفاع. ولم تنقطع علاقتي بأبو ياسر بعد أن أُحيل الى التقاعد، فقد كنا نلتقي باستمرار في منزله او منزلي في دمشق. او في منزله في قرية الشراشير بريف جبلة، وفي طرطوس أيضاً. ونظّم لنا نحن المقربون منه (أنا والمرحوم عبد القادر قدورة رئيس مجلس الشعب واللواء محمد الخولي قائد القوات الجوية ووليد حمامية محافظ دمشق والمرحوم عز الدين ناصر رئيس اتحاد عمال سورية )العديد من الرحلات إلى مختلف المحافظات السورية، منها: حمص وحماة وادلب وبادية الشام،.
كان العماد الصافي إسماً على مسمى يتمتع بالصفاء والنقاء، ويحظى باحترام الرفاق والمواطنين.
التقيت به في بيروت عندما كان يتلقى العلاج فيها، لكن مرضه تطور وساءت حالته الصحية كثيراً، وقد زرته في منزله في قرى الأسد قبل اسابيع، وأحزنني كثيراً ما وصلت إليه حالته الصحية، ومع ذلك حرص ان يستقبلني بود مع أولاده، كان مؤلما ان أرى الرجل الذي عهدته شامخا يتمتع بالصحة والبنية القوية والطول الفارع، صار على تلك الحالة من الإنهاك والتعب، عانقني يومها مودعا وتمنيت له الصحة والشفاء، لكن إرادة الله كانت الماضية..
بوفاته خسرت سورية شعباً وحكومة ورئيساً أحد رجالها المخلصين وفقدتُ شخصيا صديقاً نادرا من أفضل من عرفت..
نسأل الله أن يتولاه برحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون ..