حقوق المعلمين أولوية وطنية ملحة لاعادتهم نفسيا وعقليا إلى التدريس!

للمعلمين مطالب مشروعة محقة تمثل أولوية وطنية ملحة، تحتاج إلى حلول حكومية عاجلة تقضي بتسوية أجورهم الغير معقولة ولا مقبولة منطقيا ومعيشيا اليوم، ولا تحتاج إلى وعود من هنا وتسويف من هناك، ولقاءآت تلفزيونية تخرج بحلول إعلامية رنانة عبر تصريحات كلامية وبيانات ورقية وأمنيات وهمية، لا أفق لها على أرض الواقع
ولا يمكنها أن تغني مربي الأجيال أو تسمنهم من جوع أو تؤمن لهم اي تحسن مادي حقيقي يذكر في مرتباتهم الهزيلة،ولو بما يجعلها تكفيهم للعيش بأدنى مستويات الحياة الممكنة، وتجعلهم قادرين، نفسيا ووظيفيا، على العودة الفعلية بعقولهم إلى التدريس والعطاء التربوي للأجيال وتجنبهم الحاجة الماسة للعسكرة وجبهات القتال أوالاضطرار للبحث عن أعمال أخرى وتدريس خاص لتحسين دخلهم أو التوجه لأسواق القات والتجارة وأعمال البناء والأشغال الشاقة وتحمل كل المتاعب المترتبة على ذلك، في سبيل العيش الكريم واشباع أولادهم وأسرهم التي أصبحت اليوم مع الأسف، أكثر الأسر حاجة وأولوية للمساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات للأسر المعوزة والأشد فقرا والمناطق الأكثر مجاعة باليمن، بعد ما كان الأمر معيبا بحقهم قبل الحرب اللعينة التي دمرت وخربت كل جميل كان في اليمن التعيس.
ولك أن تتخيل كيف وصل الأمر والعناء بمعلينا الأعزاء، إذا ما عرفت قصصهم الموجعة التي سمعت بعضها بحزن وقهر ومرارة، خلال تشرفي باستقبال العديد ممن تعلمت يوما على يديهم في عزاء والدي العزيز بالبلاد خلال الايام الماضية. ولم أكن أتوقع أن مرارة الحال قد وصلت بهم إلى تلك المستويات من القصص الموجعة ومنها أن بعضهم أصبح اليوم عسكر تحت رحمة وقيادة أفشل طلابهم ممن غادروا الدراسة مبكرا وذهبوا للعسكرة وأصبحوا اليوم بفضل الحرب وتقلبات الدهر، قادة كتائب ووحدات عسكرية وصولا إلى معسكرات وألولوية.
ولك أن تتصور قسوة الموقف ومرارة اللحظة التي تجد فيها نفسك وهيبتك ومكانتك كمعلم وأنت تتلقى الأوامر العسكرية بالاستعداد والتحرك والتنفيذ من طالب فاشل كنت يوما لا تحتمل غبائه وأذيته ومستوى فشله؟!
ولذلك.. فإن منح المعلمين حقوقهم أولوية وطنية ملحة، لا تقبل مزيد من الكذب والوعود والتسويف وبيع الوهم على حساب معاناتهم المستفحلة وأسبقية حقوقهم المشروعة، حتى يكونوا قادرين فعلا على العودة بعقولهم أولا إلى المنهج التعليمي واستيعاب الدروس وواجباتهم التربوية مجددا ومواصلة العطاء التعليمي لطلابنا المحرومين من التعليم حتى اليوم دون ذنب الا لأن حكومتنا فاشلة وقيادتنا عاجزة والتحالف الذي يزعم دعم شرعيتهما كاذب ويستغبي الجميع بوعود إعلامية زائفة لا اساس لها من الصحة.
#حقوق_المعلمين_اولوية_وطنية_ملحة
#ماجد_الداعري

مقالات الكاتب

دبي على إنقاض عدن!

بعد أن اقنعته بصعوبة أنني من عدن جنوب اليمن وليس هوثي من صنعاء التي ينظر لها أنها منطقة قبائل متخلفة...