لأول مرة في كندا في أشهر معالمها أمام شلالات نياجرا(2)

لكل مكان دهشته الخاصة التي تنطبع في الذاكرة والوجدان، وشلالات نياجرا لوحدها عالم مدهش للعين، منعش للقلب، يذهلك حقاً سواء شاهدته من الجانب الأمريكي أو الكندي، بيد أن مشاهدته من الجانب الكندي أكثر إدهاشاً، وأكثر قُدرة على الإغراء والجذب، ويثير كل كوامن الدهشة والإعجاب، لما يتمتع به الجانب الكندي من مميزات طبيعية وسياحية تجعلك تستمتع من علوٍ بمنظر بنورامي للشلالات الثلاثة ومحيطها، سواء من ضفاف النهر أو من التلال المرتفعة أو من أعلى البرج المستدير حيث تنبسط أمام ناظريك وبإمتداد الأفق لوحة .
فور وصولنا أخذنا نتجول على الضفة الكندية من نهر نياجرا، نمشي الهُوينا بكل تَمهُّل وتؤُدة بين أفواج الزوار الذين يتدفقون إلى هذا الموقع بين ذهاب وإياب في سيل لا ينقطع مدده، أشبه بتدفق الشلالات في مساقطها، ومن مختلف الأمم والأجناس واللغات كما تدل سحناتهم، ومن مختلف الأعمار، مع غلبة للهنود، صغارهم وكبارهم، نساءهم ورجالهم. وكنا نتوقف، هنا أو هناك، على الضفة، لنستمتع بجمال المناظر أو لالتقاط صوراً تذكارية أسوة بغيرنا من الزوار الذين يحرصون على تسجيل ذكرياتهم بالصور أو مقاطع الفيديو. 
كل شيء هنا جميل ورائع..النهر والشلالات..وعلى الضفة الخضرة والجمال، فالطبيعة هنا بكل ما فيها جميل..وتزداد جمالاً حينما يعتني الإنسان هنا بتناسق الزهور وتنوعها في لوحة بديعة.. وشعرنا فعلاً أن مشاهدة الشلالات من الجهة الكندية توفر أفضل إطلالة على الشلالات، وحينما اقتربنا من صفحة المياه المندفعة من المنبع رأينا كيف تتدفق بقوة إلى مساقط الشلالات، أما أن تصعد إلى أعلى البرج السابق على الضفة الكندية فستكون رحلتك أكثر من مجرد إطلالة مذهلة على قوة الطبيعة ومناظرها الساحرة.. وهذا ما كان بالنسبة لنا، حيث اتجهناثلاثتنا (أنا وأبو حسن ونجله أبو عادل)  لصعود برج سكيلون (SkylonTower)‏ مع زوار آخرين، من خلال المصعد الكهربائي المثبت في خارج البرج، ورأينا من زجاج البرج لوحة جميلة تزداد بهاء مع ارتفاعنا إلى أعلى هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 233 مترًا، ومن هذا الارتفاع الكبير، ومن شرفة البرج الواقعة في أعلاه أتيحت لنا فرصة الاستمتاع المشوقة بإطلالة دائرية، ليس فقط على الشلالات الساحرة، بل على المنطقة المحيطة بأكملها، بكل ما فيها من معالم وطبيعة غنَّاء وجمال ساحر سواء في الجهة الأمريكية أو في الجهة الكندية، وبدت في الأسفل المرافق السياحية من والفنادق ومحلات بيع التذكارات والمتاحف والمتنزهات المائية والمسارح والعديد من الأماكن التي يمكن للسياح زيارتها. ويعد هذا البرج أهم المعالم السياحية  بالقرب من شلالات نياجرا، وقد افتتح عام 1965م، ويضم أيضاً مطعماً دائرياً، وفي أسفله صالة ألعاب ودكاكين لبيع البضائع والتحف للزوار. 
من أعلى البرج تراءت أمام ناظرينا بوضوح الشلالات الثلاثة مع مجرى النهر الذي تتدفق مياهه القادمة من منبعها في البحيرات العظمى العليا منذ حوالي 12 ألف عام، كما يقدر العلماء عمر النهر، ويصل ارتفاع الشلالات تقريباً إلى 54 متراً في الجانب الكندي، وإلى ما يقارب 56 متراً في الجانب الأمريكي، وشلالات (حدوة الحصان) الكندية هي الأكثر شهرة والأكبر من بين جميع الشلالات الثلاثة وسميت على اسم شكل حدوة الحصان المميز، ولديها أقوى معدل تدفق من أي شلال في أمريكا الشمالية، وإذا كان الجانب الكندي يتمتع بزاوية أفضل لمشاهدة شلالات حدوة الحصان، وكذا الشلالات الأمريكية، فإن الجانب الأمريكي يوفّر رؤية عن قرب للشلالات الأمريكية، أما برج (سكيلون) فيوفر فرصة مشاهدة منظر بنورامي عام وشامل للشلالات ومحيطها بامتداد الأفق مع رؤية دائرية بـ360 درجة لما يحيط بالبرج من الجهتين الأمريكية والكندية بما تزخر به من جمال طبيعي ساحر. 
أنهينا رحلتنا إلى الشلالات من الجهة الكندية التي كانت سهلة وسريعة الوصول، أولاً لقربها من بفلو إذ لا تبعد عنها سوى 27كيلومتراً، وثانيا لأنه يسمح  للزوار الذين يحملون بطاقة الإقامة أو الجنسية الأمريكية عبور الحدود بسهولة لزيارة الشلالات، والعكس صحيح أيضاً، وكل ما هو مطلوب هو جواز سفر أو رخصة قيادة كدليل على الهوية. أما إذا كنت ترغب في زيارة جانب واحد فقط ، فستكون تأشيرة هذا البلد كافية.
ومن شلالات نياجارا عقدنا العزم على مواصلة رحلتنا إلى تورينتو الكندية ، مع أصدقاء كانوا بانتظارنا هناك.

وللحديث بقية غداً
عن رحلتنا الى تورنتو الكندية

مقالات الكاتب

شكرا سليمان

سليمان في الميدان.. برنامج ناجح ومفيد، على قناة عدن المستقلة AIC لأنه يلامس هموم الشارع، ويُسجل هذا...