أوقفوا الحرب في جنين
نتابع بقلقٍ بالغ ما يحدث في مدينة جنين الفلسطينية منذ أيام بين قوات الأمن الفلسطيني وشباب المقاومة،...
ببالغ الحزن والأسى تلقينا يوم أمس 13 ديسمبر 2022م نبأ وفاة المناضل والمفكر الكبير الدكتور أبو بكر السقاف التي وافته المنيّة في موسكو، التي درس فيها وانتقل إليها واستقر فيها بعد حروب عامي 1994 و2015 م التي شردت الاف الكوادر اليمنية وملايين المواطنين في اليمن وخارجه.
تذكرت لقائي الأخير بالبروفيسور الدكتور أبو بكر السقاف وعدد من الأصدقاء من بينهم الملحق الثقافي أنور الصبيحي والسفير حسين الفضلي وعمار علي وآخرين في فبراير 2018 م في موسكو التي أقام بها على إثر الحروب في اليمن، وأذكر أنه أكد يومها على ضرورة بذل الجهود لوقف الحرب وبدء الحوار بين كل الأطراف اليمنية، وتمنى أن يعمّ الأمن والسلام اليمن والمنطقة..
تعرّفت إلى د سقاف في عدن وصنعاء في ذروة الصراع بين نظاميهما، وكان قد تعرّض بسبب مواقفه الشجاعة والمبدئية، وخاصة ضد ظلم النظام في صنعاء والفساد والتخلف، الى السجن والتعذيب والاختطاف والمنع من السفر وإيقاف مرتباته حسبما سمعنا حينها، ولكن ذلك لم يضعف يوماً من ارادته ومواقفه الشجاعة التي عُرف بها طيلة حياته.
كان الدكتور السقاف أحد المفكرين المشهود لهم بالكفاءة. وقد درّس في موسكو وكان زائراً لعدد من الجامعات والمراكز العلمية في الهند ودول أخرى. أما كأستاذ في جامعة صنعاء، فقد قاوم الفقيد محاولات بعض التيارات الدينية لمنع تدريس الفلسفة وتكفيرها، مؤكداً أنّها تدرّس في اليمن وخارجها لأهميتها في حياة الشعوب ونهضتها.
ومشهود للسقاف رحمه الله مواقفه الوطنية وسعة أفقه وعقلانيته، فقد تشرّب وهو القادم من بيئة يمنية محافظة الفكر اليساري مبكراً حين كان طالباً في مصر التي طُرد منها لهذا السبب مع رفاقه امثال الاستاذ: عمر الجاوي رئيس اتحاد ادباء اليمن ود. محمد جعفر زين اول رئيس لجامعة عدن والاستاذ عبد الله حسن العالم الدبلوماسي والخبير الدولي وآخرين، وكان ذلك أول ثمن دفعه ثمناً لقناعاته السياسية والفكرية عن رضا، وتواصلت تضحياته حتى آخر حياته لأنه لم يقبل الخنوع لسلطة رآها بعيدة عن تجسيد مصالح الشعب. وإذ نتذكر مناقبه واستقامته فنحن على ثقة بأن تضحياته لن تذهب هدراً وأنه سيكون قدوة لأجيال قادمة.
بوفاة البروفسور الدكتور أبو بكر السقاف خسرت صديقاً محترماً...وخسر الوطن والشعب مفكراً كبيراً وفيلسوفاً عظيماً...
المجد والخلود لروح الفقيد...
علي ناصر محمد