الإتصالات .. بين الإنتقالي والحوثي
يو العمانية للإتصالات سيطرت على كامل شمال اليمن مع الجنوب المحرر بإستثناء العاصمة المنكوبة المنهوبة...
ستظل الرياض في جنوب اليمن تناور وتناور إلى مالا نهاية ، تارة بأسم إتفاق الرياض وأخرى بالمجلس الرئاسي وحكومة شراكة جمعت كل أنواع الفشل والفساد والتخبط والضياع ، من أجل هدف واحد لن يتحقق وهو السيطرة سياسيا وعسكريا على جنوب اليمن بعد ضياع شماله .
تناور وتحاور وتشاور بدون أي رؤية أو هدف إستراتيجي رسمته أو حددته مسبقا ، إستراتيجيتها مبنية على ردود أفعال آنية لمجاراة مجريات الأحداث المتسارعة ، إتفاق الرياض بعد إنقلاب أغسطس المشؤوم والان هيكلة مجلس القيادة الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة لاحتواء وتفريغ زخم هيكلة المجلس الإنتقالي الجنوبي والتطورات على الساحة الحضرمية ، المتفاوضون المتحاورون لا يدركون أن الدقيقة والساعة بالنسبة للشعب كالمائة سنة ، بسبب ما يعانيه من جوع وفقر ومرض وإنفلات أمني وتدهور للقدرة الشرائية بصورة يومية والخدمات ، لهذا يتم تنويمهم وتخذيرهم من في الرياض بملفات ومقترحات ومشاريع لا أول لها ولا أخر ، الى أن ينتفض الشعب على الجميع دون إستثناء .
تحاول الرياض إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي من خلال دعوة أعضاء المجلس الرئاسي الى الرياض وممارسة إستراتيجيتها القديمة بالرهان على تضييع الوقت لقتل معنويات خصومها ، وتحديدا تدمير المكاسب التي حققها مؤخرا المجلس الإنتقالي الجنوبي بهيكلته الأخيرة ودورته الاستثنائية المميزة بالمكلا .
من السهل الصعود للقمة متى ما توفرت الأسباب والظروف والدعم اللا محدود ، لكن من الصعب كثيرا الحفاظ على بقائك بتلك القمة لأطول فترة ممكنة دون مساعدة ومؤازرة وإلتفاف الحاضنة الشعبية المحلية ، شعوب العالم قاطبة لها تاريخ وذكريات ومنجزات قديمة مشرفة وغير مشرفة ، ولكن الحاضر والمستقبل لدى شعوب العالم قاطبة أهم عندها من الماضي .
لهذا على المجلس الإنتقالي الجنوبي تغيير أسلوبه وتكتيكه الذي أثبتت الأعوام الماضية فشله الكارثي على الجنوبيين والجنوب ، وكذلك تغيير إستراتيجية التعامل والعلاقة مع التحالف و المجلس الرئاسي قبل فوات الآوان ، حرب الخدمات المفتعلة والرواتب هي الإستراتيجية القائمة والوحيدة لدى الشرعية والرياض لافشال وسلخ الإنتقالي الجنوبي عن حاضنته الجماهيرية للانقضاض عليه لاحقا ووأده .
وبالتالي على الإنتقالي إدارة الأزمة المستجدة بالرياض لصالحه ولصالح حاضنته ، من خلال تبنيه ملف الخدمات والرواتب كأهم ملف له الاولوية المطلقة بهكذا وضع مزري وكارثي للغاية في المناطق الجنوبية المحررة وتحديدا في العاصمة عدن .
يستطيع الشعب ترحيل وتأجيل قضاياه السياسية دون التفريط بها بالطبع ، لكن لا يستطيع أي شعب بالعالم ترحيل أو تأجيل متطلباته الحياتية الأساسية مهما كانت الظروف والمؤامرات والدسائس المفتعلة ، ولهذا على الساسة الجنوبيين مراعاة هذه الجزئية الهامة جدا جدا ، ناهيك عن مراعاة وضع الشعب الجنوبي الكارثي والماساوي حاليآ ، وعدم تركه وحيدا يواجه مصيره المجهول كالعادة .
أربع سنوات كافية وكفيلة لازاحة رئيس وزراء لم ولن يتعلم أبجديات رؤساء الحكومات في وضع إستثنائي خطير للغاية ومعقد ، بل العكس من ذلك عمق جراح مواطنيه وزاد من تعاستهم وبؤسهم لإرضاء ولاة أمره ، وبالتالي نحن أمام مستجدات معيشية وحياتية خطيرة لا تقبل التسويف والترحيل والمماطلة .
إن تغيير رئيس الوزراء وحكومته العرجاء مع السير في إجراءات تغيير محافظو المحافظات الجنوبية ومدراء الأمن بمن فيهم العاصمة عدن ، بات ضرورة ملحة بعد التدهور الكبير بقطاعات الخدمات والأمن العام بسبب الفشل وتفشي الفساد بصورة لا مثيل لها .