لماذا تخلى قادة التربية والتعليم عن طلاب ثانوية بئر أحمد في العاصمة عدن؟!

في مدينة بئر أحمد التابعة لمديرية البريقة مدرستان الأولى مدرسة بئر أحمد للبنين والثانية مدرسة أو مجمع عائشة للبنات.. وهناك مدرسة ثالثة في منطقة القلوعة حالها يرثى له.

ونتيجة لتقصير إدارة التربية بالعاصمة عدن وقيادة مديرية البريقة في بناء ثانوية إحداها للبنات والأخرى للبنين، ولعدم قدرة أو رغبة إدارات ثانويات منطقة الشعب في استقبال طلاب وطالبات أولى وثانية ثانوي الساكنين في مدينة بئر أحمد فقد قررت مدرستا بئر أحمد وعائشة ومجلس أولياء الأمور وأهالي الطلبة استيعابهم في المدرستين وعدم حرمانهم من مواصلة الدراسة.

ولكن العقبة التي واجهتهم تتمثل في كيفية إيجاد المعلمين المؤهلين وكيفية توفير مرتباتهم.

الأستاذ أحمد حامد لملس محافظ محافظة عدن - حفظه الله ورعاه - تكفل بجزء من المرتبات ولكنها لم تكن كافية وهي 30000 ريال (يمني) خاضعة للضريبة، وهنا جاء دور المساهمة المجتمعية، وهو أن يسهم أولياء أمور الطلاب في تغطية ما نقص من  مرتبات المعلمين.

أولياء أمور الطالبات في مدرسة عائشة تفهموا الموضوع وسارعوا في المبادرة لتغطية (عجز) إدارة التربية في (العاصمة) عدن عن توفير المعلمين وتوفير مرتباتهم خوفاً من ضياع العام الدراسي على بناتهم، وخوفاً عليهم من جعجعة المواصلات إلى منطقة الشعب التي تعاني مدارسها وثانوياتها من الكثافة الطلابية ومن نقص المعلمين، ناهيك عن عدم قدرتها على استقبال مزيد من الطالبات، تجنباً لازدحام الصفوف.

أما أولياء أمور طلاب مدرسة بئر أحمد للبنين فلم يستوعب أغلبهم هذا الأمر، ودليل ذلك أن أكثرهم لم يلب دعوة مجلس أولياء الأمور في الحضور يوم أمس لعقد اجتماع يتعلق بالمساهمة المجتمعية لتوفير المعلمين ومرتباتهم، رغم أن المبلغ المطلوب من كل ولي أمر طالب زهيد جداً ولا يؤثر في مستوى دخل الأسرة.

ورغم أن الحضور الضعيف الذين لبوا دعوة اجتماع مجلس أولياء الأمور ووافقوا على كل ما دار فيه بعد مناقشته، وأبدوا أسفهم لعدم حضور أغلب أولياء الأمور، إلا أن بعضهم أبدوا تفهمهم لذلك الغياب، نظراً لأن معظم معيلي أسر الطلاب غير موظفين، ولا يملك بعضهم قوت يومه، فيما اعتبر البعض الآخر من الحاضرين أن أولياء الأمور المتغيبين غير متفهمين لهذا الوضع الاستثنائي الذي وضعتهم فيه إدارة التربية والتعليم ومن خلفها وزارة التربية والتعليم، واعتبروهم تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم، ولا يفرق عندهم إذا كانوا سيلتحقون بالعملية التعليمية والتربوية أو سيجعلون من أرصفة الشوارع ملاذاً لهم.

يا وزير التربية والتعليم ونوابه، ويا مديرة التربية والتعليم بال(عاصمة) عدن، ويا مستشارون.. لماذا تخليتم عن مسؤولياتكم تجاه طلاب وطالبات الثانوية في مدينة بئر أحمد، ورميتم بالحمل الثقيل على اللجان المجتمعية وأولياء الأمور، رغم أن مدينة بئر أحمد تقع في قلب العاصمة عدن وليست في منطقة نائية، ويا وزير الخدمة المدنية، لماذا لا يتم توظيف المزيد من المعلمين لتغطية فراغ المعلمين المحالين للتقاعد والمعلمين المرضى والمعلمين المنقطعين عن العمل، ويا وزير المالية، لماذا لا يتم توفير السيولة المالية لاستيعاب وتوظيف معلمين لتغطية فراغ المعلمين المحالين للتقاعد وغيرهم من المنقطعين عن العمل لشتى الأسباب.. فكل مديري التربية بمديريات محافظة عدن أو العاصمة عدن يشكون من نقص المعلمين وازدحام الصفوف بالطلاب، الأمر الذي يتطلب بناء العديد من المدارس والثانويات ويتطلب معها توظيف العديد من المعلمين مع مرتباتهم وتوفير الكتاب المدرسي.. فأين أنتم من كل هذا؟!

وفروا كل ذلك ولا تحرموا أبناءنا من إيرادات مدينتهم الضخمة التي لا أحد يعلم أين تذهب ولماذا يتم تكديسها دون الاستفادة منها.. ابنوا المدارس والثانويات واستوعبوا الطلاب والطالبات وأشركوا البيوت التجارية الكبيرة في ذلك قبل أن يصدر قرار من التحالف العربي بصرف مرتبات الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية من إيرادات المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، في الوقت الذي يتم حرمان الموظفين عموماً والمعلمين خصوصاً من علاواتهم المستحقة المحرومين منها سنوات طويلة، بحجة عدم وجود سيولة مالية.. وساعتئذ لن ينفع الندم، ولن يكون لكم مهرب.. فقرارات التحالف العربي ستكون ملزمة لكم باعتبارهم أوصياء عليكم ولن تستطيعوا منها فكاكا.

مقالات الكاتب