إسرائيل بينَ فكيْ المقاومةِ والهزيمةِ النفسيةِ

في اليومِ السابعِ منْ شهرِ أكتوبرَ منْ العامِ الحاليِ 2023 استيقظَ الاحتلالُ الإسرائيليُ على صفعةِ محكمةٍ وجهتها لهُ المقاومةُ الفلسطينيةُ " حماسُ " والتي تقطنُ في قطاعِ غزةَ المحاصرِ منذُ أكثرَ منْ عشرينَ عاما حيثُ فاجئتْ العالمَ باجتياحها السياجِ الأمنيِ الممتدِ على حدودِ المستوطناتِ الإسرائيليةِ والمزودِ بحساساتْ دقيقةَ وحراسةَ مشددةً وكاميراتِ مراقبةٍ صممتْ منْ أجلِ حمايةِ المستوطناتِ منْ أيِ هجماتٍ قدْ تشنها المقاومةُ إلا أنَ ذلكَ السياجِ لمْ يكنْ ليقوى على مقاومةِ " طوفانِ الأقصى " العمليةِ التكتيكيةِ التي نفذتها المقاومةُ الفلسطينيةُ والدخولُ برا وجوا وقتلَ وأسرَ المئاتِ منْ جيشِ الاحتلالِ الإسرائيليِ الذي وصفَ " بالجيشِ الذي لا يقهرُ " حيثُ يصنفُ الجيشُ الإسرائيليُ ضمنَ أقوى 18 جيشا في العالمِ ، وفقا لإحصائياتِ موقعِ " غلوبالْ فايرباورْ " الأميركيَ للعامِ 2023 ولكنْ رغمَ التقدمِ التكنولوجيِ والاستخباراتيِ والتصنيعِ العسكريِ والدفاعاتِ الجويةِ والقبةِ الحديديةِ والراداراتِ إلا أنها لمْ تغنيَ عنهمْ شيءٌ أمامَ الطائراتِ الشراعيةِ والصواريخِ المتواضعةِ محليةً الصنعِ للمقاومةِ الفلسطينيةِ فقدْ خاضَ المقاومونَ اشتباكاتٍ عنيفةً أودتْ بجيشِ الكيانِ الإسرائيليِ ما بينَ قتيلٍ وأسيرٍ واستولوا على دباباتٍ ومدرعاتِ ومواقعَ عسكريةٍ مهمةٍ وإعطابِ آلياتٍ عسكريةٍ تابعةٍ لقواتِ الاحتلالِ . ولمْ تستفيقَ الإدارةُ الإسرائيليةُ منْ هولِ الصدمةِ إلا بعدَ مرورِ بضعِ ساعاتِ حيثُ بدأتْ تلملمُ شتاتَ خيبتها وتغطيةِ فضيحتها المدويةِ على أرجاءِ العالمِ فهرعتْ إلى الولاياتِ المتحدةِ والمجتمعِ الغربيِ للاستغاثةِ وطلبَ الدعمُ العسكريُ والاستخباراتيُ ليعلنَ الرئيسُ الأمريكيُ " جو بايدنْ " والدولِ الغربيةِ بالدعمِ الفوريِ بإرسالِ طائراتٍ عسكريةٍ محملةٍ بالأسلحةِ وتحريكِ حاملةِ الطائراتِ والبارجاتِ الحربيةِ إسنادا وتعزيزا لإسرائيل فيما حاولَ المجتمعُ الغربيُ الحشدُ الدوليُ لإدانةِ حركةِ " حماسَ " التي أعلنوها منظمةً إرهابيةً تهددُ العالمَ والإعلانَ عنْ حقِ إسرائيلَ في الدفاعِ عنْ نفسها . . . ما أعطى إسرائيلَ الضوءَ الأخضرَ لبدءِ شنِ هجماتٍ مكثفةٍ على قطاعِ غزةَ استهدفتْ المدنيينَ وكلَ ذلكَ لتغطيةِ عجزها وفشلها الذريعِ الذي باتَ حديثُ وسائلِ الإعلامِ مشاهدَ التخبطِ والفشلِ باتَ واضحٌ منْ خلالِ الهجماتِ العشوائيةِ التي شنتها طائراتُ الاحتلالِ الصهيونيِ الذي شنَ غضبهُ على الأبرياءِ والأطفالِ في محاولةٍ بائسةٍ لاستعادةِ كرامتهِ وهيبتهِ . فقدٌ أفسدتْ عمليةَ " طوفانِ الأقصى " جميعَ جهودِ ومساعي الاحتلالِ منْ أجلِ تطبيعِ العلاقاتِ العربيةِ معَ إسرائيلَ والاعترافِ بها كدولةِ كما كانتْ رسالةٌ واضحةٌ إلى جميعِ الدولِ العربيةِ التي هروتْ إلى التطبيعِ بأنَ الأرضَ فلسطينيةٌ وانهَ لنْ يكونَ هناكَ أمانٌ واستقرارٌ إلا بإعادةِ الحقِ إلا أهلهُ وعلى هذا الصعيدِ حاولَ الاحتلالُ والولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ جرَ منطقةِ الشرقِ الأوسطِ إلى صراعٍ دائمٍ حيثُ أعلنَ الاحتلالُ اجتياحَ قطاعِ غزةَ جوا وبرا وبحرا في محاولةٍ منها إلى ترحيلِ المدنيينَ منْ أبناءِ غزةَ إلى جزيرةِ سيناءَ المصريةِ بذريعةِ اجتثاثِ المقاومةِ الفلسطينيةِ التي تشكلُ خطرا عليهمْ وفي باطنِ الأمرِ كانَ هناكَ هدفينِ آخرينَ أحدهما جرُ مصرَ إلى حربٍ طويلةٍ والآخرُ في فتحِ ممرٍ مائيٍ يربطُ البحرُ الأحمرُ بالبحرِ المتوسطِ وتدميرِ قناةِ السويسِ حيثُ حاولتْ أمريكا إغراءَ الرئيسِ المصريِ عبدُ الفتاحْ السيسي والحكومةُ المصريةُ بمبالغَ كبيرةٍ وتسديدِ مديونيةِ مصرَ إلا أنَ الطلبَ عادَ بالخيبةِ والرفضِ ولمْ يكنْ قرارُ الاجتياحِ البريِ إلى قطاعِ غزةَ محلَ إجماعٍ لدى القياداتِ الأمريكيةِ والإسرائيليةِ حيثُ كانَ هناكَ الكثيرُ منْ السيناريوهاتِ المرعبةِ تنتظرهمْ داخلَ القطاعِ خاصةً عندما أعلنتْ حركةَ حماسَ بأنها على أتمَ الجهوزيةَ لردعهمْ والتنكيلِ بهمْ إلى جانبِ الصدمةِ النفسيةِ لجيشِ الاحتلالِ والذي صرحتْ بها وسائلُ إعلامِ الاحتلالِ بأنَ بعضَ جنودِ الجيشِ قدموا على الانتحارِ والبعضِ الآخرِ دخلَ في حالةٍ نفسيةٍ مزريةٍ واضطراباتِ ذهنيةٍ وعاطفيةٍ وأنها ستفتحُ على نفسها جبهاتٍ أخرى إحداها جبهةُ الشمالِ معَ " حزبِ اللهِ " التي ستفتتحُ بشكلٍ كاملٍ وهذا ماجعلها مترددةً منْ الاجتياحِ البريِ . وفي الفترةِ التي كانتْ تنزفُ غزةُ المئاتِ منْ أبنائها ونسائها وفي ظلِ صمتٍ عربيٍ وأمميٍ هددتْ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ أيَ دولةٍ أوْ مجموعةٍ منْ الانخراطِ في الحربِ ضدَ إسرائيلَ مشيرة بذلك الى ايران ومحور المقاومة "اليمن والعراق وسوريا ولبنان " كما حاولتْ فتحَ جبهةً أخرى في الشمالِ معَ لبنانَ لتظهرَ إسرائيلُ بمظهرِ المعتدى عليهِ ومنْ الواضحِ أنَ إسرائيلَ ترفضُ أنْ تتوقفَ فهيَ بذلكَ تعلنُ الفشلَ والقبولَ بالهزيمةِ مايجعلْ المقاومةِ تخرجُ منْ المعركةِ معلنةً الانتصارِ .