أمي الحبيبة آمنة بنت محمد

سلام الله عليك وانتي تترقبين بكل لحظة، وصول أي خبر طيب يطمئنك عن صحة ولدك الأكثر شقاوة وتمردا وتقصيرا معك وارهاقا لروحك النقية، منذ مجيئة إلى الحياة، على وقع صاعقة رعدية هزت ارجاء البيت في ليلة رعدية ماطرة، وكان ولدا رابعا متتاليا، بدلا من اول أنثى كنتي تتمنين قدومها لاعانتك على ملمات الحياة، وعاقبك الله على التملل مني ب يوسف وسياف بعدي ودونما أنثى...

والدتي الغالية..
ان أخبروك اليوم بأني لست بخير فلا تصدقيهم
وان حاولوا ارعابك بأني كدت أفقد الوعي لأول مرة من ثلاثي الألم والإرهاق والسهر ولم استطع إكمال جلسة مراجعة الطبيب فكذبيهم أيضا ..
وانهم حاواوا اخافتك وكسر معنوياتك، بزعمهم انهزامي أمام الآم ومعاناة فكيا هذه المرة، فخارت قواي وكامل رصيدي من الصبر وقدرتي على التحمل، فتجاهليهم كذلك.
وارفعي يديك الكريمتين الى السماء، واسألي الله الرحمة واللطف بولدك الشقي النقي، كما تحبين توصيفه، فقد دخلت مرحلة هي الأكثر ألما وصعوبة وارهاقا من كل ما قد مضى سيدتي الفاضلة
ويوم الجمعة المقبلة ينتظرني الموعد الأكبر في إعادة ضبط القواعد البلاتينية وأخذ المقاسات قبل النهائية عليها، واحتمال نزع الخيوط التي تحكم إقفال فكيا بشكل شبه تام لليوم العاشر على التوالي،، ولا اختاج منك أكثر من الدعاء والثقة اليقينية المطلقة بأن الله ارحم الراحمين والطف بنا حتى من أنفسنا متى ما احسنا الثقة به والايمان بلطفه وحكمته.

أمي العزيزة الغالية:
اعرف جيدا كمية الخزن والألم  التي تعتصر قلبك الآن لأني أتألم بعيد عنك .. وأعلم جيدا أن هناك من يتعمد الضغط على قلبك اليوم لافاضة أكبر كميات ممكنة من دموعك الغالية على قلبي، حبا وشفقة بي، ورحمة بمسلسل معاناتي الطويلة مع الأسنان وتحسبا منهم لأي محاولة مني بالبقاء خارج البلاد وعدم العودة

ولذلك اطمنئك انتي فقط وبوعد الولد الذي لا يخلف وعدا قطعه لأمه، أويرفض لها طلبا قط، مهما كان تقصيره معها وانشغاله بهموم الحياة بعيدا عن التواصل معها لاسابيع وأشهر احيانا، بأني عائد للارتماء في حضنك فور انتهاء فترة العلاج ستة أشهر بالكثير  وبأن لا طاقة لي بالعيش بعيدا عنك واولادي ووطني، مهما كانت مغريات الحياة هنا وصعوباتها هناك، فليس لمثلي أن يهاجر أو ينهزم ويعيش بمنفى
وليس للاشقياء المكافحين وتعساء الحال مثلي،ان ينتظروا من يتصدق عليهم في منافيهم أو يمن عليهم بحسنة جارية أو يرمي لهم فتات الموائد كي يجندهم لصالحه أو يضمن موقفا منهم ودعما إعلاميا مبتذلا كحال قلة منفلتة ممن كنا نعدهم زملاء مهنة إعلامية ونضال وطني.

والدتي العزيزة
اكتب إليك الآن فور افاقتي من وعكتي وأنا أعرف ما انتي فيه من حال يرثى له، وكم كان بودي أن تكوني معي لولا معرفتي بضيقك من المدن وكرهك للسفر وعدم مقدرة قلبك على تحمل المزيد من معاناة التنقل وسماع آهات الآمي،ناهيك عن وقف فيز التأشيرات لليمنيين الراغبين بالسفر للهند،بفعل حنكة وبركة دبلوماسية رئيس الوزراء ووزير الخارجية بلا مبارك.

وختاما ...
أنا بخير أمي الحبيبة فكفكفي الدمع وابتسمي لهذا الصباح العليل.
#ماجد_الداعري

مقالات الكاتب

دبي على إنقاض عدن!

بعد أن اقنعته بصعوبة أنني من عدن جنوب اليمن وليس هوثي من صنعاء التي ينظر لها أنها منطقة قبائل متخلفة...