بين الفعل واللافعل
دعاء هزاع الجابري
جميعنا يدرك احقية الكلمة المقالة في كل موقف ، وجميعنا يدرك بأن لكل مقام مقال يضمن له احقية الرد...
الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) سابقاً.
شهدت فترة حكمه استقرار سياسي واقتصادي.
انتهج الرجل سياسة معتدلة متوجهة نحو الانفتاح الاقتصادي، وإنشاء علاقة ندية أخوية مع دول الجوار الشقيقة يسودها تبادل المصالح المشتركة لخدمة الشعوب.
رجل وقيادي تقدمي معتدل يمتلك من الحكمة والدهاء السياسي مالم يمتلكه رفاقه.
حصل على معارضة من الطرف الآخر المتشدد والمتطرف لمشروعه التنموي.
نشبت خلافات حادة بين الطرفين وتدخل وسطاء من رؤوساء الدول الشقيية والصديقة لكن من دون فائدة مع إصرار الطرف الآخر على استبعاده من السلطة وإنهاء مشروع البناء والتنمية الذي كان يخطط لتنفيذه وإلا تصفيته ورفاقه.
أدرك الرجل الخطر والإهانة التي كان سوف يتعرض لها في حالة أقدم الطرف المعارض على تنفيذ مخططاته ضده ورفاقه، وبعد أن أغلقت كافة السبل والأبواب أمام الوسطاء، بادر بمبادرة استباقية هجومية تحمل في طياتها مخاطرة كبيرة على مستقبله السياسي ورفاقه، ومستقبل الوطن، فبادر إلى تطبيق المثل (الغداء بهم اولاً قبل العشاء به).
فكانت مخاطرة دمرت مستقبل الوطن.
من يتحمل كل ماحدث؟ !
الجميع يتحمل المسؤولية لكن الطرق المتشدد المعارض لفكرة ومشروع الرئيس علي ناصر يتحمل المسؤولية الأكبر في كل ماحدث لان هذا الطرف لم يتقبل أي حلول وأصر على مشروعه الإنعزالي والعدائي للإنفتاح والتطوير والبناء والتنمية.
وأثبت الأيام فشل هؤلاء المتطرفين بعد العام 1986م، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية مع الشطر الشمالي من الوطن.
ولازال الفشل يتكرر وبشكل كبير جداً من قبل مخلفاتهم اليوم.