رحيل المناضل الكبير.. الصديق صلاح عمر العلي

رحل عنا يوم أمس 27 مايو 2024 المناضل القومي والصديق العزيز صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقية ووزير الاعلام وسفير العراق السابق في السويد..
وقد تعرفت اليه في الخرطوم عام 1969م اثناء احتفالات ذكرى ثورة اكتوبر السودانية وبحضور صديقنا المشترك المناضل جورج حبش والمناضل خالد محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة المصرية السابق وعبد السلام جلود عضو مجلس قيادة الثورة الليبية.. وجرى تكريمنا حينها من قبل الرئيس جعفر النميري بمنحنا وسام النيلين..
أتذكر حينها أنني وجهت لصلاح عمر العلي الدعوة لزيارة عدن وقد استجاب لها وقام فعلا بالزيارة تاريخ 6 فبراير 1970. وقد بادر من جهته للسعي في الحصول على قرض من بغداد بقيمة 15 مليون دولار لتمويل بعض المشاريع التنموية في عدن.. ونالت زيارته استحساناً كبيراً من قبل القيادة وأدت الى حدوث انفراج في العلاقة بين عدن وبغداد..
ووجه لي الدعوة لزيارة العراق، وكنت حينها وزيراً للدفاع، واستقبلنا من قبل الفريق حردان التكريتي وزير الدفاع عضو مجلس قيادة الثورة، ورافقه الصديق صلاح عمر العلي ونزلنا في فندق بغداد..
أتذكر ليلتها أنه كان هناك حفلاً بمناسبة اتفاق 11 مارس 1970 بين النائب صدام حسين ومصطفى البرزاني، وكان عراب هذا الاتفاق صدام حسين وكان حينها نائباً للرئيس وكان منتشياً بهذا النصر وهذا الحفل الذي حضره قرابة الثلاثة آلاف من وفود رسمية وفنانين وغيرهم..
وكانت هذه المرة الاولى التي ألتقي بها مع النائب صدام حسين الذي كان نجمه صاعداً حينها..
كما تعرفت أيضاً في هذا الحفل الى الفريق صالح مهدي عماش وزير الداخلية العراقية حينها وغيرها من الشخصيات..
والتقينا ايضا خلال هذه الزيارة مع الرئيس أحمد حسن البكر الذي رحب بنا وأبدى استعداده لتقديم كافة التسهيلات لفتح سفارة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في بغداد..
وكانت هذه الزيارة هي البداية لتطوير العلاقات الشخصية والرسمية مع القيادة العراقية ولكنها تأثرت بعد ذلك بمقتل المناضل العراقي الدكتور توفيق رشدي الاستاذ في جامعة عدن.
استمرت بعد ذلك علاقاتي الشخصية والرسمية مع الفقيد صلاح عمر العلي في بغداد والقاهرة ودمشق وآخرها في بيروت عندما التقيته عام 2018.. ولكن التواصل كان مستمرا ولم ينقطع حتى وفاته..
وكان دائما صديقنا المشترك الدكتور عبد الحسين شعبان ينقل أخباره لنا وخاصة بعد زيارته الأخيرة له الى اسطنبول حيث توفي خارج وطنه كغيره من القيادات العربية الذين شردتهم الصراعات والحروب..
وبوفاته خسرت صديقاً مناضلاً قومياً وفياً لاصدقائه ومبادئه..
وخسر العراق وشعبه أحد أبنائه وقيادته الابرار الذي ترك بصمات خالدة في تاريخ العراق وحافظ على تاريخه وسمعته ونزاهته، ودفع الثمن من أجل ذلك..

رحم الله الفقيد الكبير..
وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...