265 يوم من الصمود البطولي

هذا الفيديو من إعداد المخرج أحمد محمود السلامي وهو يعبر عن العلاقات التاريخية التي جمعت اليمن الديمقراطية مع الثورة الفلسطينية وقيادتها.

ففي يونيو من عام 1982، اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان في ظل صمت عربي مطبق، باستثناء أصوات سلاح المقاومة الفلسطينية واللبنانية في حرب غير متكافئة. وفي تلك الفترة، مع الاسف فقد كان البعض مشغولين بمتابعة كأس العالم. 
وطالبت اليمن، شمالًا وجنوبًا، حينها بعقد قمة عربية طارئة، وبعد اكتمال النصاب، بدأ العد التنازلي لعقد القمة، ولكن للأسف لم تُعقد إلا في نوفمبر من نفس العام في مدينة فاس بالمغرب.
واستمرت المواجهة من قبل المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ضد الاجتياح الاسرائيلي الى أن نجح فيليب حبيب المبعوث الأميركي الى لبنان والمنطقة، في انتزاع اتفاق من 14 بندًا تضمن خروج منظمة التحرير الفلسطينية ومناضليها من بيروت. وقد أُعلن عن "خطة حبيب" في 20 أغسطس، وفي اليوم التالي بدأت عملية إجلاء الفلسطينيين، التي انتهت في الأول من سبتمبر.

غادر عرفات وبصحبته نحو 14,000 من مقاتلي المنظمة تحت حماية قوة متعددة الجنسيات من الجنود الفرنسيين والإيطاليين والأمريكيين إلى تونس واليمن الديمقراطية وبلدان عربية أخرى.

استقبل ميناء عدن الآلاف من المقاتلين الفلسطينيين بحفاوة، حيث كان في استقبالهم المسؤولون والمواطنون، وكنا على رأس المستقبلين. وجرى استيعابهم في معسكرات خصصت لهم ولعائلاتهم في شمال عدن وبعض المحافظات، وفتحت لهم المدارس والجامعات والمستشفيات مجانًا وكان هذا واجباً قومياً تجاه الشعب الفلسطيني البطل.

وفي مناسبة عيد الثورة الفلسطينية في يناير من عام 1983م أُقيم عرض عسكري كبير حضره معظم القيادات الفلسطينية وعلى رأسهم المناضل الكبير ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.
ولم يكن خروج الفلسطينين نهاية للصراع مع العدو الاسرائيلي بل كانت استراحة محارب عادوا بعدها الى لبنان على طريق العوده للوطن والى فلسطين في غزة وأريحا..
ونحن نستعيد هذه الذكريات اليوم والشعب الفلسطيني صامد في غزة والضفة وبقية المدن الفلسطينية في وجه حرب الابادة التي يتعرض لها منذ 265 يوماً.
 

نحيي الشعب الفلسطيني ومقاومته والشعب اللبناني ومقاومته على هذا الصمود البطولي..

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد (للظلم) أن ينكسر..

جمعة مباركة