286 يوماً من الصمود فلسطين هي البوصلة

بعد زيارة ناجحة لمجموعة السلام العربية لموسكو، بدعوة من الصديق  السيد بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين الى الشرق الأوسط وأفريقيا، كانت فلسطين المقاتلة من أجل حريتها واستقلالها من المحتل الصهيوني خلال الزيارة هي محور أحاديث ونقاشات وفد المجموعة ومعها الوطن العزيز ،اليمن، وكل وطن عربي يتعرض لمحن ولمؤامرات خارجية. 
ولقد تيقنّا أن غزة والضفة المحتلة وكل الشعب الفلسطيني وجنوب لبنان المقاوم والصامد كانوا محل اهتمام الجميع ومؤازرتهم.

أما عن اليمن الذي لم يشهد استقراراً وسلاماً منذ عقود وساءت أحواله أكثر وأكثر في العقد الأخير نتيجة الحرب التي دخلت عامها العاشر ودمرت الدولة ومؤسساتها واقتصادها وشردت الملايين في الداخل والخارج..

في موسكو قمنا بزيارة جامعة الصداقة بين الشعوب، و اللقاء بالطلبة اليمنيين والعرب، وأجرينا لقاء تلفزيوني مع قناة روسيا اليوم.
وبعد انتهاء الزيارة توجهنا إلى تركيا حيث تم اللقاء بعدد من الأصدقاء اليمنيين رسميين وغير رسميين من بعض الأطياف السياسية المقيمة هناك وأجرينا حوارات ونقاشات حول الوضع في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان وآفاق السلام المرفوض من قبل دولة الاحتلال التي تتغذى على الحرب وتعتبر السلام عدوها لأنها ستفقد وظيفتها كوكيل لأعداء العرب وللمليارات السنوية التي تتدفق عليها من عدة دول غربية لاتريد للمنطقة العربية سلاماً واستقراراً وديمقراطية وازدهاراً وعلى رأسها امريكا.

في تركيا ناقشنا بعمق الوضع اليمني وقد لاحظت تفاوت الأراء وتباينها وكأن البعض لا يستعجل السلام والمصالحة اليمنية ويرى أن هناك حلولاً أخرى أكثر نجاعة ومردوداً، ولأكون صريحا فإن الحرب ومعاناة اليمنيين لم تدفعا البعض إلى التفكير الجاد بعوائد السلام والمصالحة وأن الرهان على مباراة صفرية لن تحدث لا يزال مزدهراً لأن شؤوننا لم تعد اختصاصاً يمنياً ورسالة وطنية. 
ولتجنيب اليمن ماهو أسوأ وإنهاء معاناة الناس الشاملة ووضع حد لتدهور الأوضاع  الاقتصادية التي تزداد سوأ وتطيل أمد صراع يدفع الشعب ثمنه من حاضره ومن مستقبله فالسلام وحده هو الحل.
وليعلم الجميع أنه كلما ابتعد السلام أصبح تشظي اليمن أمراً واقعاً وهو مايخدم تجار ومقاولوا الحروب وكل من لايريد لليمن الاستقرار والوحدة من خارجه.
وفي تركيا أيضا شاركنا، في حوار مع المنتدى الدولي للحوار التركي العربي، وبهذا الصدد نتمنى أن تتواصل مثل هذه اللقاءات لسد الفجوات العديدة وإزالة الشكوك المتبادلة بيننا وبين الأخوة الأتراك التي تلقي بظلالها على العلاقات بين الطرفين.

وبهذا الصدد فإن تركيا تستلزم اهتماماً خاصاً من النخب العربية ومن مراكز الدراسات كجار يؤثر فينا ونتأثر به وهذا ينطبق على الجارين الآخرين إيران واثيوبيا. 
وهنا أود إحياء الدعوة القديمة من بعض مراكز الدراسات العربية والكتاب العرب للاهتمام بدول الجوار التي تجمعنا بها روابط ومصالح مشتركة، إنها لحقيقة أنه كلما تعاون الجيران وحلوا صراعاتهم وخلافاتهم بالحوار ومراعاة المصالح المتبادلة كلما قل التدخل الخارجي في الشؤون العربية وفي شؤونهم وقل أيضا  الاعتماد على الغريب وخاصة في مجال الأمن. ومن نافلة القول أنه لامناص هنا من التأكيد على الالتزام الصارم والفعلي من الجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف وتحت أي مبرر. 
واخيراً لعل وعسى ان تجمعنا وتوحد موقفنا المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وفي جنوب لبنان الباسلة للعدو وماذلك على المخلصين لشعوبهم ولقضية فلسطين ببعيد..

مقالات الكاتب